صرحت جوهانا فرونيكا نائبة وزير الخارجية البولوني أن وارسو تأمل في إقامة مشاورات سياسية منتظمة بينها وبين المغرب البلد "المستقر" والذي يمثل "نموذجا في إفريقيا للاصلاحات السياسية والاقتصادية التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة". وأضافت فرونيكا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عشية زيارة العمل التي تقوم بها للمملكة، قائلة "نأمل في إقامة آلية لتبادل وجهات النظر بشكل منتظم مع المسؤولين المغاربة على الاقل كل ستة أشهر بالتناوب بين بولونيا والمغرب، لمناقشة التعاون الثنائي والقضايا الكبرى الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
ولم تخف المسؤولة البولونية رغبتها في أن تسفر هذه الزيارة على إضفاء دينامية جديدة للعلاقات بين وارسووالرباط، مشيرة إلى أن أهمية العلاقات مع الرباط تجد تفسيرها في الدور الذي يضطلع به المغرب في العالم العربي وإفريقيا.
وقالت "سأغتنم هذه الزيارة للمملكة للإنصات الى وجهات نظر المسؤولين بشأن عدد من القضايا التي تهم المنطقة".
وأشارت في هذا الخصوص الى الوضع في ليبيا حيث اضطلع المغرب بدور هام في مفاوضات الصخيرات التي أفضت الى الإعلان عن حكومة وحدة وطنية ليبية.
ووفقا لفرونيكا والتي سبق لها أن شغلت منصب سفيرة بلادها في الرباط ما بين 2005 و2010 فإن مسلسل السلام في ليبيا يتطلب "تضافر جهود جميع الأطراف الليبية من أجل التوصل الى سلام نهائي وتحقيق استقرار البلد ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي".
وقالت إن بلادها تتابع الوضع في ليبيا وتأمل في تسوية لهذه الأزمة بالطرق السلمية بدون اللجوء إلى القوة، ملاحظة أن هذا النزاع يحظى باهتمام كبير بحكم انعكاسه على الأمن في شمال إفريقيا وأوربا.
وبعد أن أبرزت المسؤولة البولونية الجهود التي تبذلها المملكة في مواجهة الإرهاب تطرقت الى الوضع في منطقة الساحل والصحراء مصدر الانشغال البالغ في المنطقة بفعل تهريب السلاح والمخدرات والبشر، مشيرة الى الخطر الذي يمثله تواجد تنظيم القاعدة ومجموعات إرهابية أخرى في المناطق الممتدة من مالي إلى النيجر.
وذكرت في هذا الاطار أن بولونيا تشارك في صناديق التنمية بالساحل وتفضل تقديم الدعم للبلدان الافريقية من أجل ضمان تنمية منسجمة لها.
ولم يفت المسؤولة البولونية التنويه بالسياسة التي ينهجها المغرب لفائدة تقوية التعاون جنوب جنوب من خلال العديد من المشاريع الاستثمارية التي ينفذها في مجالات متعددة في إفريقيا الغربية وجنوب الصحراء.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء جددت التأكيد على موقف وارسو الداعي "لتسوية سياسية تحت رعاية الأممالمتحدة مقبولة من جميع الأطراف".
وعلى مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري دعت المسؤولة البولونية إلى عقد لقاءات واجتماعات متعددة بين المقاولات في البلدين من أجل استكشاف فرص التعاون والاستثمارات في مختلف القطاعات الكفيلة بأن تمثل فرصا للتعاون المربح للطرفين، مبرزة أن القطاع السياحي يمثل في الوقت الراهن عنصرا هاما في التعاون الثنائي مع وجود أكثر من 50 ألف بولوني يزورون سنويا المغرب.
يذكر أن المسؤولة البولونية سبق لها أو شغلت منصب سفيرة بلادها في كل من مصر والسودان وموريتانيا والأردن علاوة على مهام رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي بعمان.
وستشرع المسؤولة البولونية يوم السبت في زيارة للمغرب تستغرق ثلاثة أيام، وتتحدث خمس لغات هي بالاضافة للبولونية العربية والانجليزية والفرنسية والروسية.