أحالت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح اليوم الثلاثاء، 10 عناصر منتسبين إلى الخلية الإرهابية ''أشبال الجهاد''، المُكونة من 10 عناصر، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي أخضعهم لإجراءات التحقيق التفصيلي لما يقرب من ست ساعات. ومباشرة بعد انتهاء إجراءات التحقيق التفصيلي، أحالت عناصر المكتب المتهمين الذين خططوا لشن هجمات وشيكة على مؤسسات وأهداف اقتصادية، على قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الإستئناف بسلا، الذي أخضعهم بدوره لإجراءات الإستنطاق التفصيلي لما يقرب من سبع ساعات، قبل أن يأمر بإيداعهم رهن تدابير الإعتقال الإحتياطي بالسجن المحلي بسلا في انتظار تحديد موعد أول جلسة لمحاكمتهم..
وتضم الخلية الإرهابية، التي تم تفكيكها خلال عملية مداهمة نفذتها قوات مكافحة الإرهاب التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، يوم 19 فبراير المنصرم بمدينة الجديدة ، 10 عناصر بينهم مواطن فرنسي يشتغل كمهندس الكتروني مزداد سنة 1980.
ويتزعم "الكومندو" الارهابي المدعو "ماء العينين" المزداد بالعيون والذي يشتغل ويسكن بمدينة الصويرة، وتضم الخلية الارهابية إلى جانب "ماء العينين"، كلا من "محمد.ق" المزداد بمدينة مكناس سنة 1997، و"محمد.ح" من مواليد 1991 بالصويرة، بالإضافة إلى "محمد.م" المزداد سنة 1990 بالصويرة، و"حافظ.الح" المولود بالصويرة كذلك عام 1976، و"محمد ع" ابن مدينة آسفي المزداد سنة 1984، والعاطل عن العمل والذي يقطن بمدينة الصويرة، و"محمد.س" وهو ميكانيكي مزداد سنة 1992، و"سفيان ن" المزداد سنة 1989 بالصويرة، بالاضافة إلى الطفل القاصر "سمير.أ" ابن مدينة مكناس والذي دربته الخلية على سياقة سيارة من نوع "ميتسوبيشي" قصد القيام بعملية انتحارية كانت ستسهدف مقر البرلمان..
وكان مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق خيام، قد كشف يوم 19 فبراير المنصرم خلال ندوة صحافية بمقر المكتب المركزي في مدينة سلا، أنّ "الأسلحة التي ضبطت مع الخلية مصدرها ليبيا وبعضها صنع في العراق" وأنّ "الخلية عملت على تجنيد القاصرين، حيث يوجد بينهم شخص في السادسة عشر من عمره".
وأوضح الخيام أن المكتب حجز، إضافة إلى الأسلحة، خليطا بيولوجيا لصناعة السم، وجرى حجز عبوات فيها كبريت ومواد تستعمل كأسمدة وتدخل في تركيبة شحنات وعبوات ناسفة ومتفجرة.
وذكر بيان لوزارة الداخلية المغربية آنذاك، أن الشبكة المفككة كانت تخطط لاستهداف مؤسسات حيوية حساسة بإيعاز من قادة داعش، وتتكون من أشخاص ينشطون في مدن مختلفة، مشيراً إلى أن "أعضاء هذه الشبكة خططوا لتنفيذ مشروعهم الإرهابي، بهدف استقطاب المزيد من العناصر المتطرفة للانضمام لهذا المخطط التخريبي في أفق خوض حرب عصابات واسعة النطاق بتأطير فعلي وميداني من طرف قياديين داعشيين متمرسين، أحدهما يتواجد حالياً بتركيا".
وأضاف بيان الداخلية الذي يتوفر أن "التحريات كشفت المنحى الخطير لهذه الشبكة الإرهابية، لا سيما تخطيطها لاستقطاب قاصرين، قامت بتجنيد أحدهم للقيام بعملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة، بعد تلقيه دروساً ميدانية في قيادة السيارات".
وحجزت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة ومواد متفجرة كانت مخبأة في أحد البيوت بمدينة الجديدة، إضافة إلى رايتين ترمزان لداعش، ومواد أخرى بغرض استخدامها لتنفيذ هجمات انتحارية بالمغرب خلال الأيام القادمة.
وأشار خيام، خلال ذات الندوة، إلى أن "الخلية المفككة كانت عبارة عن "كومندو مسلح" و"كتيبة حقيقية" بالنظر للتكتيك الذي استعملته وخطورة التخطيط. فلأول مرة يتم استعمال قاصر وتدريبه على تنفيذ عملية انتحارية، إضافة إلى وجود شخص أجنبي (فرنسي) ضمن هذه الخلية". وأوضح أن المواطن الفرنسي في الشبكة كان قد "اعتنق الإسلام وموجود في المغرب منذ سنة".
ولفت خيام إلى أن الخلية أطلقت على نفسها اسم "أشبال الجهاد"، معتبرا أنها "الأخطر من نوعها".
من جهة أخرى، أكد الخيام أن "الخلية المفككة بايعت خليفة داعش أبو بكر البغدادي، وأصبحت تجند الموالين لها لتنفيذ عمليات إرهابية في البلدان التي يقطنون بها عوض الذهاب إلى سورية أو العراق بعد اشتداد الخناق على التنظيم في سورية والعراق بفعل ضربات التحالف الدولي".
وأشار الخيام إلى أن الخلية كانت تنسق مع قياديين من داعش في "تركياوالعراق وسورية".