اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن أيديولوجية تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الإرهابي تقوم على الكذب وتحريف الإسلام، مؤكدا على أهمية العمل على مواجهة التطرف. وأضاف بوتين، في كلمة خلال مراسم افتتاح المسجد الكبير بموسكو، "أن العمل في هذا الاتجاه اليوم مهم للغاية، في الوقت الذي نرى فيه محاولات لاستغلال المشاعر الدينية لأهداف سياسية".
وأشار الرئيس الروسي إلى "أن تنظيم "داعش" يشوه صورة "الديانة الاسلامية العالمية العظيمة" ويزرع الكراهية ويقتل الناس، بينهم رجال دين، ويدمر الآثار التاريخية بهمجية، مضيفا أن التنظيم الإرهابي يحاول تجنيد أنصار في روسيا، إلا أن رجال دين مسلمين روس يواجهون دعاية المتطرفين.
وأعرب بوتين خلال هذا الحفل ،الذي حضره على الخصوص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والزعيم الفلسطيني محمود عباس وشخصيات عربية وإسلامية والهيئات الدبلوماسية المعتمدة بموسكو، عن أمله في أن يقوم رجال الدين المسلمين في المستقبل بتربية المسلمين على أساس قيم الإنسانية والعدالة والرحمة.
وأكد الرئيس الروسي ،أن المسجد الكبير بموسكو سيكون صرحا دينيا وعلميا لإظهار القيم الإسلامية السمحة لشعوب العالم، موضحا أن هذه المعلمة الدينية ستكون مفتوحة أمام كل من يريد التعرف على تطور الشباب والمجتمع.
وفي السياق ذاته شدد رئيس الدولة الروسية، على ضرورة تطوير المراكز الإسلامية وحرص الدولة الروسية على توفير الدعم للمؤسسة الدينية الإسلامية، والمساهمة في جهود إعادة بناء نظام التعليم الإسلامي في روسيا وعلى أهمية أن يتبنى الشباب المسلم القيم الإسلامية الحنيفة والتصدي لمحاولات فرض ما لا يمت بصلة إلى الإسلام الحقيقي.
من جانبه عبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أمله بأن المسجد الجامع سيعزز الحياة المشتركة بين الأديان في روسيا، مشددا على أن الحياة المشتركة بين الديانات تقرب بين روسياوتركيا بشكل كبير.
كما شدد الرئيس التركي على أن "ما يحصل على سواحل المتوسط من موت لللاجئين ،هو وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء، مشيرا إلى أن تركيا ساعدت بكل ما تملك بهذا الخصوص" داعيا في الوفت ذاته الدول الأوروبية والغربية إلى التعامل بحكمة مع هذه المأساة.
من جهته عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن سعادته لافتتاح جامع موسكو الكبير، مبرزا إن دل هذا على شيء فإنما يدل على رسالة واضحة من روسيا للعالم تعكس روح التسامح والتعايش وتتجلى فيها إرادة الانفتاح على قاعدة الاحترام المتبادل للديانات.
ودعا الزعيم الفلسطيني المجتمع الدولي إلى توفير حماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية خدمة للسلام في العالم، مشيرا في هذا الاطار لما يحدث هذه الأيام من انتهاكات إسرائيلية في المسجد الأقصى في القدس الشرقية. يشار إلى أن المسجد الكبير بموسكو الذي شيد سنة 1904، خضع لأعمال ترميم وتوسعة شاملة استمرت حوالي عشرة سنوات منذ ماي 2005، حيث بلغت التكلفة المالية الاجمالية لعملية الترميم مامجموعه 170 مليون دولار.
ويتكون المبنى الجديد للجامع من ستة طوابق، وتضاعفت مساحته عشرين مرة لتصل الى 19 ألف متر مربع وليصبح الأكبر في أوروبا وقادرا على استيعاب أكثر من 10 آلاف مصل عوضا عن 500 قبل الترميم.