أكد مدير وكالة الأنباء الآسيوية الهندية، تارون باسو، أن الزيارة الملكية لإفريقيا تكرس حاجة الهند إلى ضرورة إرساء تعاون أكبر مع المغرب من أجل استكشاف مزيد من فرص الاستثمار في القارة. وقال باسو، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء في نيودلهي، أنه يتعين على الهند أن تتخذ المغرب كشريك بالنظر إلى الدور المهم الذي يضطلع به في تطوير العلاقات جنوب-جنوب، لاسيما في منطقة غرب إفريقيا.
وأبرز باسو، وهو أيضا مدير مجموعة التفكير (سوسيتي فور بوليسي ستاديز)، أن المغرب يعد بوابة ذات بعد استراتيجي للهند في منطقة غرب إفريقيا وكذا بالنسبة لبلدان أوروبا والولايات المتحدة، بالنظر إلى أن المملكة وقعت اتفاقيات عديدة للتبادل الحر مع هذه البلدان، مشددا على أن الهند مدعوة إلى نسج علاقات وثيقة مع المملكة من أجل تعاون اقتصادي واستراتيجي أكبر.
وأشار إلى أن هذا التعاون ينبغي أن يشمل كذلك جهود مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التكوين المشترك في المجال الأمني، للاستفادة من النجاح المتفرد الذي حققته المملكة في ما يخص اختراق وتفكيك الخلايا الإرهابية وتوقيف العناصر المتطرفة.
وفي هذا الصدد، اعتبر باسو أن المغرب، الذي نجح في تعزيز صورته كنموذج للتسامح والاعتدال في وجه التيارات الدينية المتطرفة، يمكن أن يساعد أيضا في تكوين الأئمة وتحديث المدارس الدينية في الهند، وهو المشروع الذي قد يشكل محط اهتمام كبير من قبل حكومة الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي.
وأضاف أن إرساء شراكة وتعاون بين الهند والمغرب يستلزم عقد المزيد من الاجتماعات واللقاءات والزيارات بين كبار المسؤولين الحكوميين في كلا البلدين، معربا عن أمله في تبادل الزيارات الثنائية لمناقشة مجالات الاهتمام المشترك والتعاون، خاصة ما يتعلق بإرساء اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والأمني وردم فجوة المعرفة بين البلدين، بالرغم من أن حجم المبادلات شهد تطورا خلال العقد الماضي.
وأعرب باسو عن أمله في أن يشارك المغرب على أعلى مستوى في أشغال الدورة المقبلة للقمة الهندية الإفريقية، التي ستحتضنها نيودلهي في أكتوبر المقبل، من أجل تعزيز أكبر للعلاقات الثنائية.