بعد الهجمات الارهابية التي تعرضت لها فرنسا في الايام الاخيرة، عاد ملف العلاقات الفرنسية المغربية إلى الواجهة وتناسلت الاسئلة حول الدور المحوري للمغرب في مجال محاربة الارهاب، وكانت لتصريحات وزير الداخلية الفرنسي الاسبق شارل باسكوا وقعا كبيرا في الصحافة الفرنسية والدولية.. خروج مخضرم مثل شارل باسكوا، الذي يعتبر من المتخصصين والخبراء في هذا المجال، ليقول إن هجمات "شارلي إيبو" ما كانت لتحدث لو لم تتوثر العلاقات بين باريسوالرباط، جعل العديد من المتتبعين يطرحون سؤال: هل اصبح "الندم يأكل فرنسا في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بسبب توتر علاقتها مع المغرب، وتأثير التعاون القضائي والأمني الذي أوقفته الرباط، بعد أن ضرب التطرف قلب بلاد الأنوار؟...
فبعد التلميح الصريح في أعمدة اليومية اليمينية "لوفيغارو"، وبعد يوم واحد من الهجمات الدامية التي عرفتها باريس، خرج وزير الداخلية الأسبق وأحد صقور اليمين الدوگولي الأكثر دراية بقضايا الجماعات الإرهابية، عاد من جديد ليقول من قلب ساحة الجمهوية بأن فرنسا لو حافظت على علاقات جيدة مع المغرب لأمكنها تجنب الهجمات الأخيرة.
ونقلت مصادر من قلب مسيرة الجمهورية التي شهدتها باريس اليوم، حسب ما اورده موقعLe360 امس الاحد، أن عشرات الفرنسيين من أصول مغاربية تجمهروا حول شارل باسكوا بعد أن تعرفوا عليه وسط الحشود المشاركة، وأنهم خاضوا معه، بشكل ودي، نقاشا حول هجمات شارلي إيبدو والتعاون الفرنسي المغربي.
وأضافت المصادر ذاتها، حسب الموقع نفسه، أن باسكوا، الذي كان يشارك في المسيرة في منطقة "نويي سير سين" الراقية بالعاصمة، أكد أنه كان بالإمكان تجنب هذه العمليات الإرهابية، لو حافظت فرنسا على علاقات طيبة مع الرباط، خاصة تبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية، وقال "أعرف جيدا عما أتحدث، لأن هذا ما كنت أقوم به عندما شغلت منصب وزير داخلية".