اعتقلت مصالح الامن بمدينة الدارالبيضاء افراد عصابة تطلق على نفسها عصابة الفار، نفذت مجموعة من السرقات همت 25 شركة. ذلك أن أحدهم، لم يضع في حسبانه أن كاميرا شركة للنسيج بالحي الصناعي البرنوصي، سوف تلتقط صورا له، وهو يشارك رفاقه من اللصوص في عملية سرقة ليلية. وجه هذا الشاب الذي حددت هويته ومقر سكناه الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة، كان أول فرد يقع في قبضة الأمن من عصابة متخصصة في السرقة الموصوفة، تتكون من حوالي 14 عنصرا. فبعد توقيفه بالشريط الساحلي لزناتة، وإخضاعه للتحقيق، أدلى المتهم بمعلومات عن عدد من شركائه، لتنطلق حملة الاعتقالات، التي أوقعت في شباكها ثلاثة لصوص وشريك رابع يشتري المسروقات. ابتدأت عملية مطاردة أفراد العصابة بخطة مداهمة سريعة، نفذتها الشرطة القضائية لأمن البرنوصي بتنسيق مع درك عين حرودة. حيث اقتحمت الفرقة الأمنية عددا من البيوت ب«كاريان حربيلي»، ألقت خلالها القبض على عنصرين آخرين أحدهما قاصر.
كما تم العثور بمنطقة خلاء مجاورة للحي الصفيحي على الصندوق الفولاذي، الذي سرق من شركة للخياطة يوجد مقرها بآخر أطراف شارع الشفشاوني بالحي الصناعي البرنوصي.
وبإدلاء من الموقوفين توجهت الشرطة إلى «دوار لوزين» عند نقطة الكلمتر 15 ضواحي الدارالبيضاء، لتعتقل متهم بشراء المسروقات وتحجز لديه كمية من المعدات الحديدية، التي تستعمل في السطو على الشركات. فيما حررت مذكرات بحث في حق باقي المتهمين من بينهم العقل المدبر.
سقوط هذه الكتيبة من عصابة سرقة الشركات، فتح المجال للشرطة القضائية بالبرنوصي لفتح تحقيق حول مجموعة من عمليات السطو الليلي على معامل ومتاجر وصيدليات، التي وصل عددها وفق بلاغات الضحايا إلى أكثر من 25 عملية، كان آخرها سرقة خزنة فولاذية تحتوي على 150 مليون سنتيم في شكل شيكات، و10 مليون سنتيم نقدية، ووثائق مهمة تخص معاملات الشركة.
وقوع عدد من أفراد هذه العصابة، كشف أيضا للمحققين، أن هذه الشبكة الإجرامية التي تتكون في غالبها من أبناء «كاريان حربيلي»، والذين يصل متوسط أعمارهم في حدود العشرينات ماعدا القاصر ذو 16 سنة.
كانت توزع أدوار عمليات السرقة على ثلاث مجموعات، الأولى تستطلع مكان الشركة المستهدفة وإجراءات الحراسة الليلية بها، والثانية تتكلف بمهمة السطو بالتسلق والكسر، والثالثة بمراقبة المحيط أثناء تنفيذ العملية ثم نقل المسروقات بواسطة عربة.
حيث كانت كل السرقات تتم في ساعات متأخرة من الليل ما بين الثانية والخامسة صباحا، خصوصا في أيام العطل الأسبوعية، لكن لكل بداية نهاية، إذ سينعم الحي الصناعي البرنوصي ببعض الأمان.