لم تمر اشغال اجتماع الجمعية العامة الواحدة والأربعين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول مشروع القانون رقم 12 - 103 المتعلق بالبنوك التشاركية، دون ان يثير بعض المشاكل بين اعضاء المجلس وذلك بسبب اختلاف المشارب الايديولوجية لهؤلاء.. وإذا كان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، نزار بركة قد اعتبر المشروع يكتسي طابعا خاصا، وذلك على اعتبار أنه "يعطي للمجلس الأعلى للعلماء بشكل حصري مهمة إصدار آراء المطابقة التي تتعلق بالمنتجات التشاركية"، فإن جدلا حادا وقع بين بعض الاطراف داخل المجلس كاد ان يعصف باشغال الدورة...
وكاد نقاش حاد بين الشيخ مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة، والناشطة الحقوقية حكيمة الناجي، أشغال الجمعية العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي حول البنوك التشاركية اول أمس، بعدما حذرت الناجي من احتمال وجود هجوم وهابي ضد المغرب يقف وراء البنوك الإسلامية.
وفي هذا الاطار عبر بنحمزة بقوة على كلام الناجي وانسحب من أشغال المجلس، وذلك تعبيرا منه عن رفضه استعمال لفظ "الوهابية"، مؤكدا أن المغاربة لا يحبون التعامل بالربا، وأن العلماء لا يكذبون عندما يقولون إن الابناك التشاركية ليس فيها ربا، مخاطبا من لا يؤمنون بهذا الطرح بالقول "الله يعاونكم، ولكن ماتضربوناش بالطوب والحجر".
وشهد التوتر أوجه، حسب بعض المصادر، بعدما أبدت الناجي مخاوفها من تسرب التطرف إلى المغرب تحت غطاء البنوك الإسلامية، رغم توفر المغرب على وحدة المذهب، معبرة أنها لا تفهم إخضاع هذه المنتوجات التشاركية لرقابة هيأة شرعية.
كما أكدت حكيمة الناجي عضو المجلس على ضرورة أن تكون هناك ضمانات بعدم حدوث الهجوم الإيديولوجي الخارجي، ويجب أن تدبر هذه البنوك كما تدبر البنوك التقليدية وتخضع لسلطة بنك المغرب، والقانون الوضعي هو الذي يضبط مع احترام المرجعية الإسلامية، قبل أن تنهي تدخلها بالتساؤل حول الكيفية التي يمكن أن يكون بها هذا المنتوج "دون كلفة أو أرباح أم أن الأمر بلاغة وتلاعب بالكلام".
عبارات الناجي أثارت حفيظة بنحمزة الذي رد بالقول "نحن لسنا وهابيين، نحن مغاربة مالكيين، ويلا القرآن وهابي حين تكلم عن الربا قولوها لنا، ماشي اللي تكلم من العلماء نندموه"...