أكدت الأيام أن السلطات الجزائرية أصبحت عاجزة تماما عن وقف العنف بمدينة غرداية وهوامشها، ورغم أن الأزمة ليست وليدة اللحظة فإن المتحكمين في رقاب الجزائر لم يفكروا في إيجاد حل جدري للمعضلة. وقد تجددت المواجهات ليلة وصباح العيد ببريان، الواقعة شمال غرداية، حيث ذكرت وسائل إعلام جزائرية ان حوالي ثلاثين شخصا جرحوا ليلة الاثنين الثلاثاء عقب عودة المواجهات بين مجموعات من الشباب.
وقالت ذات المصادر "إن هذه المواجهات نشبت عقب الاعتداء على إحدى المارات عن طريق الرشق بالحجارة حسب ما علم من مصدر طبي محلي. وجرى قذف المعنية التي كانت متوجهة إلى العيادة المتعددة الخدمات ببريان من طرف مجموعة من الشباب مما أدى إلى تدخل احد أقاربها قبل أن يتطور الأمر إلى تدخل حشد من الناس بمكان الحادث".
وأسفرت المواجهات عن إصابة العديد من الأشخاص بجراح من بينهم أعوان من قوات حفظ النظام الذين وصلوا في تعزيزات أمنية إلى المكان للفصل بين المتشادين، وقد قام المتشابكون بوضع متاريس باستخدام الحجارة و غيرها من الأشياء الأخرى المتنوعة إلى جانب حرق إطارات العجلات المطاطية لعرقلة حركة المرور على مستوى الطريق الوطني و منع وصول قوات حفظ النظام.
ولجأت قوات الأمن لاستعمال القنابل المسيلة للدموع ومنع أي تجمع احترازا ودرءا لعودة المواجهات بين الطرفين .
وكان نحو 10 أشخاص قد أصيبوا بجروح في وقت سابق اثر تجدد الاشتباكات بمدينة غرداية وذكرت وكالة الانباء الجزائرية أن اشتباكات جديدة اندلعت بغرداية بين مجموعات من الشباب على مستوى أحياء القورطي وبن غنم وبلعديس والشعبة ، حيث قاموا بإضرام النيران بالأحياء الواقعة بين غرداية وبلدية ضاية بن ضحوة.
وأضافت الوكالة ان عددا من السيارات والحافلات تعرضت للرشق بالحجارة، وإضرام النيران بأحد المساكن .
ويذكر أن حدّة أعمال العنف والمناوشات بغرداية قد ارتفعت بين مجموعات من الشباب وكانت عديد من أحياء بلديات كلّ من غرداية وبنورة وضاية بن ضحوة الواقعة بسهل ميزاب وكذا بريان مسرحا لهذه الأحداث، التي عرفت أعمال عنف وتخريب ونهب وحرق إثر اشتباكات متفرقة بين مجموعات من الشباب.
وتعود أسباب الأزمة إلى حالة التوتر التي تعيشها المنطقة منذ مدة طويلة، ويرجع العديد من المهتمين عمق الأزمة إلى التهميش الذي تتعرض له المنطقة، مما يخلق انعدام فرص الشغل التي تخلق بدورها الفراغ الذي يتم تفريغه بهذه الطريقة. لكن السلطات الجزائرية لا تبحث عن حلول جذرية للمشكل، وتتدخل بالقوة عندما تقع الأحداث، ولا تعمل على تعزيز الأمن بالمنطقة بل تعتبر غرداية من أكثر المناطق الجزائرية التي ينعدم فيها الأمن.