صدق ابو الطيب المتنبي حين قال في القصيدة التي هجا فيها كافور الإخشيدي: أغايَة الدين أن تحْفوا شواربكم/ يا أُمّةً ضحكت من جهلها الأُممُ. وصْف المتنبي لم يكن يخصّ به كافورا وحده بل ان مضمون البيت ينسحب على الكثير من العرب الذين يتشبثون بقشور الدنيا الزائلة وشكليات الحياة، ويتبارون فيما بينهم حول اشياء لا قيمة لها بالنسبة للأمم المتحضرة..
مناسبة القول هنا، هو ما قام به احد العربان الذي قام بإهداء زوجته ما يعادل وزنها ذهبا خلال ليلة زفافها، كما لو انها بضاعة تباع وتشترى في السوق وكل من يريدها ما عليه إلا اداء قيمة وزنها نقدا او ذهبا، حسب محددات الجمال عندهم وشكلها، في تجاهل تام لكرامتها كانسان وفي تحقير لعقلها..
الشريط الذي نقدمه للقراء يعد دليلا على ان هذه الامة ستبقى في الحضيض ما دامت مثل هذه العقليات الذكورية المتخلفة تتحكم في مصائرها ..
احد المعلقين على الشريط كتب يقول " حديث عمر رضي الله تعالى عنه موقوفاً عليه قال: ( لا تغلوا مهور النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية..).