بعد 10 اعوام على التفجيرات التي دمرت اربعة قطارات ركاب في مدريد على يد اشخاص يرتبطون بتنظيم القاعدة واسفرت عن مقتل 191 شخصا، حذرت الحكومة الاسبانية من ان البلاد لا تزال مستهدفة. وعشية الذكرى العاشرة لاسوأ هجوم ارهابي في تاريخ اسبانيا، قال وزير الداخلية جورج فيرنانديز دياز ان المتطرفين الاسلاميين لا يزالون يشكلون تهديدا. وصرح الوزير لاذاعة "اوندا كيرو" ان زعماء القاعدة وفروعها بما فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي ينشط في شمال افريقيا، والمسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، غالبا ما يذكرون في بياناتهم "الاندلس" أو اسبانيا.
واضاف "من الواضح ان اسبانيا تشكل جزءا من الاهداف الاستراتيجية للجهاد العالمي. نحن لسنا الوحيدين المستهدفين، ولكننا محط انظار (المجاهدين) على ما يبدو". وحددت اجهزة مكافحة الارهاب الاسبانية مستوى التحذير في البلاد عند ثاني اعلى مستوى، ما يشير الى "الاحتمال المرجح لوقوع هجوم".
ولم يتغير هذا المستوى خلال السنوات الماضية كما انه مطابق للمستويات في معظم دول المنطقة، بحسب الوزير الاسباني. ومنذ هجوم 11 مارس 2004، تم اعتقال 472 متطرفا اسلاميا مشتبها به، بحسب الوزير.
واضافة الى اجهزة الاستخبارات يعمل نحو 1800 شرطي اسباني وعنصر من قوات الامن لمكافحة الارهاب في مواجهة التهديدات، وفقا للوزير. وترأس فيرنانديز دياز مراسم في مدريد لتقديم جوائز الى المتضررين من تلك الهجمات.
واصدرت المحاكم الاسبانية احكاما على 18 شخصا لعلاقتهم بالهجوم الذي ادى الى مقتل 191 شخصا واصابة اكثر من 1800 اخرين في اربعة قطارات ركاب كانت متوجهة الى محطة اتوشا في مدريد. وانتحر المشتبه بهم السبعة الرئيسيون في 3 ابريل 2004 بتفجير انفسهم في شقة بالقرب من مدريد، وقتل في التفجير كذلك شرطي. وفي اعقاب تلك الهجمات مباشرة قال رئيس الوزراء في ذلك الوقت خوسيه ماريا اثنار الذي كان يرأس حكومة محافظة، ان المشتبه به الرئيسي هو جماعة ايتا المسلحة التي تدعو الى انشقاق اقليم الباسك.
الا ان فيرنانديز دياز قال ان الحقائق والاجراءات القضائية التي جرت منذ ذلك الوقت اظهرت ان جماعة إيتا لم تكن لها علاقة بتلك الهجمات. وقال الوزير "بصراحة يجب ان نقول انه لم يكن من الممكن اظهار اية علاقة او رابط بين ايتا ومنفذي الهجوم".
وكان اثنار من بين اشد الداعمين لغزو العراق رغم المعارضة الشعبية لذلك. وبعد ثلاثة ايام فقط من تفجيرات القطارات، عاقب الناخبون اثنار في الانتخابات العامة التي فاز بها الاشتراكي خوسيه لويس رودريغز الذي عارض غزو العراق. واظهرت دراسة اجراها معهد ايلكانو الملكي، وهو معهد بحثي اسباني، ان 84 اسلاميا جميعهم من الشباب، ادينوا بالتخطيط لشن هجمات في اسبانيا بين الاعوام 1996 و2012، أو انهم قتلوا لعلاقتهم بمثل هذه الهجمات.
وقالت الدراسة ان معظم هؤلاء الاسلاميين كانوا من الجيل الاول من المهاجرين من الجزائر والمغرب وباكستان. ويقول محللون ان تزايد التهديد الان ياتي من المتطرفين الذين لا ينتمون الى جماعات والذين تم جرهم الى التطرف ليس في المساجد المراقبة عن كثب ولكن عبر الانترنت أو في اماكن عبادة هامشية صغيرة وفي المنازل الخاصة.