أكد مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس، شارل سان برو ، اليوم الأربعاء، أن الجولة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس حاليا، لأربع بلدان إفريقية تبرز أن انخراط جلالته لفائدة القارة "مدعم بشكل فعلي". وقال سان برو ، في تصريح لإذاعة "ميدي 1" إن الزيارتين الرسميتين لمالي، التي كان للمغرب أثر معتبر في ما يتعلق باستقرارها، ولغينيا كوناكري، البلد الإسلامي المهم، وكذا زيارتي العمل والصداقة التي يقوم بهما للكوت ديفوار والغابون، البلدين الفرنكفونيين الرئيسيين، تعكس "الانخراط التام للمملكة لفائدة إفريقيا".
واعتبر سان برو أن المغرب يعد "رائدا متبصرا" في دينامية التنمية بإفريقيا، مشيرا إلى أن تطوير التعاون جنوب-جنوب الذي رسخه المغرب خلال السنوات الأخيرة يعزز سياسته الإفريقية على اعتبار أنه واع بإمكانيات تنمية القارة.
وقال إن "المغرب يقدم لإفريقيا اليوم تعاونا يتم بناء على أسس إفريقية تأخذ في الاعتبار مصالح الأفارقة"، مؤكدا أن المملكة هي "البلد الوحيد من بين البلدان المغاربية الذي يتوفر بالفعل على سياسة إفريقية تعد القارة في أمس الحاجة لها وتعود بالنفع على الجميع".
وأكد الخبير الفرنسي أيضا أن "المغرب يشكل قوة إفريقية ذات روابط عريقة ووثيقة وتاريخية وإنسانية ودينية بإفريقيا جنوب الصحراء، وانخرط على الدوام في مجالي الدعم والاستقرار والمجال الديني بالقارة".
وعلى المستوى الديني، أبرز الخبير الدور الذي اضطلع به المغرب لتعزيز الإسلام الوسطي بالقارة. وقال إن المسلمين المتبنين للمذهب المالكي يعتبرون أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بمثابة زعيمهم الروحي"، مشيرا إلى أن هذا المعطى يدعم الثقة في مجال التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين المغرب والدول الإسلامية الإفريقية.