خلال الحفل التأبيني الذي احتضنه مدرج أبي شعيب الدكالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل الدكتور محمد العيادي، تناوب على منصة الحفل كل من الدكتور محمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمناضل محمد بنسعيد أيت يدر، والباحث الدكتور محمد الطوزي، والمنصوري رئيس جامعة الحسن الثاني، وعميد كلية عين الشق، وآخرون ممن شهدوا للفقيد بالنزاهة الفكرية وبالتفوق العلمي والفكري، وعددوا مناقبه وقدموا فيه كلمات الرثاء المؤثرة. إلا أن كلمة المحامي المعروف عبد الرحيم برادة جاءت على شكل درس كهنوتي شبيه بتلك الدروس التي يلقيها الرهبان المبشرون ونشاهدها على شاشات القنوات المسيحية، سرد المحامي اليساري على الحاضرين "حجاية" على شكل حلم زاره فيه الفقيد العيادي، وتكلف بإخباره عما وقع وسيقع في المغرب بعد وفاته بداء السرطان، وذكر برادة في حلمه قبلة الناضور واعتقال صحافي بسبب نشره لفيديو يحرض على الإرهاب، وختمها بخبر دعوة رجل كريم للتدريس باللهجة الدارجة في مدارسنا – وكان يعني ولي نعمته عيوش-. ومما أثار اندهاش الحاضرين ومن ضمنهم نبيل بتعبد الله وزير السكنى والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وإدريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات والمحجوب الهيبة المندوب الوزاري لحقوق الإنسان.. هو حين قال برادة حانقا أن كل من يخالف عيوش هو ظلامي وبليد.
وإذا علمنا أن المحامي عبد الرحيم برادة الذي اشتهر بدفاعه عن عدد من معارضين السياسيين، هو واحد من الذين يجاهرون بكونهم جمهوريين، سنجد أنفسنا أمام لغز كبير، كيف يدافع جمهوري عن عيوش؟ سيقول قائل إن عبد الرحيم برادة هنا يمارس حكمة فولتير الذي ينادي بالدفاع عن رأي الآخر ولو كان مخالفا لرأينا، لكننا سنبتعد عن الفيلسوف الفرنسي إذا علمنا أن المسألة لا تعدو أن تكون "ولاية نعمة" ليس إلا. وسننشر لاحقا لائحة بأسماء الجمهوريين المغاربة من النخبة الذين يلعقون أيدي عيوش الذي يغدق عليهم بمال شركة الاشهار.