اختارت الحكومة المحلية بالكناري والمسؤولون بجزيرة لانزاروتي التعبير فنيا عن السلوكات الإرهابية لجبهة البوليساريو، وأسقطت عنها تلك الصفة التي ألصقها بها بعض الإسبان المغرضين والمناوئين للمغرب. ولم يعد إرهاب البوليساريو موضوع برنامج تلفيزيوني ولا حديث إذاعي ولا مقال صحفي يمكن أن يذهب أدراج الرياح، ولكن أصبح اليوم معلمة يراها المواطن يوميا ويشاهدها الزائر. وهي معلمة دشنها رئيس حكومة الكناري تخلد لمقتل سبعة بحارة صيادين منذ 35 سنة على يد جبهة البوليساريو بالمياه البحرية لمدينة العيون قبل تشييد الجدار الأمني الذي منع تسريبات العناصر الانفصالية المدربة على الإرهاب. وما قامت به حكومة الكناري هو تأكيد جديد على ما ذهبت إليه جهات أخرى حيث سبق لجهات أمريكية منذ ثماني سنوات أن طالبت بتطبيق نفس التعامل المخصص للمنظمات الإرهابية على "جبهة البوليساريو" مشيرة إلى أن "البوليساريو لازال يحتجز عددا من الأشخاص كعبيد ويتعين اعتباره كعدو للحضارة ".
وقالت رئيسة الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب لوسيا خيمينيز إن "البوليساريو" منظمة إرهابية شأنها في ذلك شأن مجموعات أخرى عرفتها إسبانيا مثل حركة "غرابو" والمنظمة الباسكية "إيتا".
وأضافت خيمينيز أن "إسبانيا عرفت للأسف مجموعات إرهابية مختلفة، كالغرابو وإيتا أو جبهة البوليساريو".
واعتبرت خيمينيز أنه "في جزر الكناري، جعلتنا النظرة المثالية التي كانت لدينا عن حركات التحرير نقدمها بشكل مختلف"، موضحة "لقد أردنا شرعنة فكرة أنها لا تقتل، بينما الحقيقة أنها قتلت، كما كنا لا نحب القول أنها تحتجز الأبرياء، بينما هي فعلت ذلك في الواقع عندما قصفت زوارق وأغرقتها، دون أن يتم العثور على جثث الضحايا".
وذكرت بالهجمات التي شنتها عناصر "البوليساريو" ضد عمال (فوسبوكراع) بالعيون وقوارب الصيد الكنارية، التي تصطاد في المنطقة الواقعة بين الصحراء المغربية وجزر الكناري، في السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
وتعد الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب، التي تأسست سنة 2006 من أجل إنصاف أسر الضحايا من الصيادين الكناريين الذين لقوا مصرعهم، وتكافح لكي تحصل من الحكومة الإسبانية والمنظمات الدولية والوطنية على اعتراف رسمي بهذه الجرائم، وتعويض الضحايا وذوي الحقوق، وجبر الأضرار، لوضع حد للنسيان الذي طال هذا الملف منذ أزيد من ثلاثين سنة.