صدر قبل قليل بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية حول المشاورات التي يقودها بنكيران لترميم أغلبيته، واهم ما جاء في البلاغ تهديد الحزب بعقد المجلس الوطني وهو برلمان الحزب الذي يضم في عضويته اغلب التيارات المتشددة وقال البيان" لقد فوضت الأمانة العامة الأمين العام استكمال المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة، كما جددت التفويض له بدعوة المجلس الوطني للحزب للانعقاد متى ارتأى ذلك".
ورغم أن الاتفاق حصل فعليا بين بنكيران ومزوار خلال الجولات السابقة كي يتولى الأخير حقيبة المالية في الحكومة المعدلة المقبلة،إلا أن الملاحظ وخلافا لموافقة قيادة البيجيدي على المنصب الوزاري الذي يرغب فيه مزوار للالتحاق بالحكومة وإنقاذها من الانهيار فإن الجناح المسمى صقور العدالة والتنمية قد أطلق حملة شعواء ضد مزوار لتأليب الرأي العام والرأي الحزبي للإسلاميين ضد توليه وزارة المالية.
وليس صقور "البيجيدي" وحدهم من تولوا هذه "العملية الجهادية" ضد حليف مفترض سينقذ لهم ماء الوجه جراء الفشل المتراكم منذ تولي رفاق بنكيران الشأن الحكومي، بل أيضا "الجيش الالكتروني" للعدالة والتنمية وذراعها الدعوي أي التوحيد والإصلاح، قد تحرك بخطة محكمة ومتصاعدة ضد مزوار بشكل خلف التباسا واضحا لدى المغاربة العاديين ومتتبعي الشأن السياسي المغربي حول من يقرر ماذا داخل هذا الحزب الذي حملته رياح الربيع العربي للحكم في المغرب.
ويتوفر "العدالة والتنمية" أيضا على ذراع إعلامي ورقي سري علني يتمثل في توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية "أخبار اليوم المغربية"، الذي ما لبث يقطر الشمع الحامي وكل السوائل الحارقة على مزوار ومن والاه لتبخيس وشيطنه صورته وطنيا في أفق إبعاده عن اية مشاركة فعلية في الحكومة والاكتفاء برئاسة البرلمان.
وفي سياق ذي صلة، أسرت مصادر من داخل حزب بنكيران ل "تليكسبريس" أن الوزير مصطفى الخلفي متشبث بمنصبه في الحكومة المقبلة كوزير للاتصال فيما تتحدث مصادرنا عن تشبث بنكيران بمصطفى الخلفي في هذا المنصب رغم ما خلفته حرب دفاتر التحملات من مشاكل جعلت الإعلام المرئي يقف أمام باب مسدودة.
بوعشرين أو الماكينة الإعلامية لحزب العدالة والتنمية خرج ليشن حملة منظمة على الوزير الوفا رغم أن حزب المصباح سبق أن أغراه بعدم خروجه من الحكومة بمنصب وزاري. لكن يظهر أن الذراع القوي في الحزب أراد لفظ الوفا رغم كل المعارك التي خاضها هذا الوزير المسكين ليبقى في كرسي التربية والتعليم.