بعد سنوات من الانتظار، خرجت الى الوجود مؤسسة محمد شكري التي شكلت حلما طالما راود الفاعلين الثقافيين وأصدقاء هذا الكاتب الكبير، وذلك في إطار الدورة التاسعة للمهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية"تويزة" . وأعلن كتاب ونقاد وأصدقاء للراحل محمد شكري شاركوا في اللقاء الثامن حول مؤلفات الكاتب، الذي ينظم سنويا في إطار المهرجان، عن إحداث هذه المؤسسة، التي ستضم لجنة للحكماء ومجلسا إداريا، والتي تأسست بمبادرة من مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بدعم من اتحاد كتاب المغرب والجماعة الحضرية لطنجة التي قررت خلال الدورة العادية الأخيرة لمجلس المدينة تخويل هذه المؤسسة الثقافية الجديدة مساعدة سنوية حددت في 100 ألف درهم لدعم مختلف أنشطتها الثقافية. ودعا المشاركون في هذا اللقاء إلى تسخير هذه المؤسسة للنهوض بالثقافة الموجهة نحو العالم أجمع، كما فعل كاتب "الخبز الحافي" من خلال استلهام رؤية محمد شكري للأدب والحياة، والقائمة على الحداثة والانفتاح والصراحة وروح النقد والاهتمام بالمهمشين. كما دعوا إلى إحداث جائزة أدبية لتشجيع الكتاب الشباب وتحسين البحث والتوثيق حول الإرث الثقافي للكاتب، خاصة من خلال نشر النصوص التي لم تنشر والإسهام في النهوض بالهوية الثقافية الخاصة لمدينة طنجة. واعتبر هؤلاء المسؤولون أن هذه "المكرمة من جلالة الملك هي عربون صداقة متميزة وايخاء يجمع شعبي البلدين الشقيقين "، مذكرين بموقف مماثل كان جلالة المغفور له الحسن الثاني قد اتخذه جراء سيول وفيضانات اجتاحت السودان سنة 1988 من خلال جسر جوي أقيم حينها بين الرباط والخرطوم.