قالت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، اليوم الثلاثاء بمراكش، إن الولوجية تعتبر السبيل الوحيد للأشخاص في وضعية إعاقة من أجل الوصول إلى المعلومة وإلى مختلف المرافق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وإلى كل شيء يرغبون فيه. وأضافت الحقاوي، في كلمة خلال افتتاح أشغال ورشة حول "الولوجيات والمشاركة الاجتماعية"، أن موضوع الولوجيات اختزل في أذهان الكثيرين في الولوجية الاسمنتية التي تتيح دخول الأشخاص المعاقين إلى بعض الأمكنة التي يصعب عليهم ولوجها، غير أن كل المجالات، تقول الوزيرة، تحتاج إلى ولوجيات مناسبة لهذه الشريحة من المجتمع التي تم استثناؤها من تحقيق أهداف الألفية للتنمية.
واعتبرت أن الاهتمام بالولوجيات سيسمح للأشخاص الذين يوجدون في وضعية إعاقة من التنقل والولوج إلى جميع المرافق والفضاءات بكل حرية، مؤكدة أنه لا يمكن تصور مشاركة اجتماعية لهؤلاء الأشخاص دون ضمان حقهم في التنقل والتفاعل مع محيطهم.
ويشكل تنظيم هذه الورشة، حسب الوزيرة، محطة هامة لتعبئة وإشراك كل مكونات المجتمع في بلورة سياسة عمومية في مجال النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، كما يعد مناسبة للتشاور وبلورة مواقف مشتركة ومنسقة ومتوافق عليها بين كافة المتدخلين المعنيين، واقتراح توجهات استراتيجية للنهوض بحقوق هذه الفئة من المواطنين في مجالات الولوجيات والمشاركة الاجتماعية، بهدف ترجمتها لاحقا إلى برامج وأنشطة محددة قابلة للتنفيذ.
وأشارت الحقاوي، من جهة أخرى، إلى أن لجوء الوزارة إلى الخبرة الدولية والوطنية في هذا المجال يتوخى منه تبادل الأفكار والمواقف وإيجاد وسيلة للتواصل واستجلاء بعض المواضيع التي تبقى عالقة بسبب غياب التواصل مما يعيق تحقيق التنمية والنهوض بوضعية الأشخاص في حالة إعاقة.
وتوقفت الوزيرة عند مضامين الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الدبلوماسي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية من أجل إبرام معاهدة لتسهيل ولوج ضعاف البصر والأشخاص ذوي الصعوبات في قراءة النصوص المطبوعة في الأعمال المنشورة التي انطلقت أشغالها اليوم الثلاثاء بالمدينة الحمراء.
وأبرزت الحقاوي أن الرسالة الملكية السامية كانت مليئة بالعديد من الرسائل الموجهة إلى المنتظم الدولي ولكل الأطراف المعنية والمهتمة بالقضايا المرتبطة بالأشخاص في وضعية إعاقة.
وتم خلال هذه الجلسة تقديم عروض حول "ولوجيات النقل" و"ولوجيات التعمير والتواصل" و"المشاركة الاجتماعية في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية" تناولت، بالخصوص، الرهانات الرئيسية المتربطة بالولوجيات ومحاور التدخل في إطار السياسة العمومية في هذا المجال، والمبادئ التي يتعين الاشتغال على ضوئها للنهوض بوضعية الأشخاص في وضعية إعاقة، فضلا عن استعراض نماذج لممارسات جيدة في هذا المجال. وستتيح هذه الورشة، التي تنظمها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، إلى جانب أخرى ستنظم غدا الأربعاء حول موضوع "مراكز وهياكل استقبال الأشخاص في وضعية إعاقة"، لجميع المتدخلين إمكانية تحديد بعض التوجهات الاستراتيجية التي تعتمد أرضية لبلورة الاستراتيجية الوطنية للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
وتشكل هاتان الورشتان، المدرجتان في إطار تنزيل محاور استراتيجية القطب الاجتماعي 4 زائد 4، حلقتان أساسيتان ضمن سلسلة مترابطة من الورشات الموضوعاتية التي همت إشكالات التدبير العمومي لموضوع الإعاقة، والهادفة إلى ضمان وصول الأشخاص في وضعية إعاقة إلى كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية على قدم المساواة مع باقي المواطنين، ارتكازا على مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة ومكافحة التمييز واحترام الكرامة الإنسانية.
ويشارك في أشغال هاتين الورشتين، المنظمتين بدعم من منظمة اليونسكو ومنظمة إعاقة دولية، القطاعات الحكومية المعنية وفعاليات المجتمع المدني وخبراء في المجال.