قال عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية، أن "العمل السياسي لا يثمر شيئا ولم ينضج بعد"، معتبرا أن "السياسة القائمة حاليا شيء، والسياسة الشرعية شيء آخر." وقال الحدوشي، حسب ما اوردته جريدة أخبار اليوم، وذلك تعليقا على انضمام زميله عبد الوهاب رفيقي وسلفيين آخرين إلى حزب النهضة والفضيلة أخيرا، أنه "ما دام هناك من يحركك وما دمت لا تتحرك بحرية فالأفضل عندي هو الابتعاد عن السياسة".
واوضح الشيخ السلفي أنه "إذا كان القصد من انتظام السلفيين هو الإشهار فقط فالمعنى يبقى في بطن الشاعر. الأصل هو ترجمة الكلام إلى أفعال وأعمال. ولا نريد بيادق أخرى."
وأضاف "بصراحة لا يمكنك أن تكون فاعلا، ولن يسمحوا لك إلا إذا كانت هناك تنازلات. "
وحين سئل "هل أبو حفص ومجموعته قدموا تنازلات؟"، استدرك قائلا "ليس بالضرورة أن يكون ذلك قد حصل." موضحا ان أن المشكلة بالنسبة إليه تكمن أساسا في جدوى العمل السياسي مقارنة بالعمل الدعوي.
وبخصوص السياسة الشرعية عند السلفيين والتي تهدف إلى تطبيق الشريعة كما يفهمونها، أعطى الحدوشي مثالا متأسفا على "إنفاق المال على مهرجان موازين بينما يقتل الناس في سوريا" ، وهو عين ما قاله في وقت سابق حسن الكتاني الذي ينتمي إلى نفس التيار السلفي.
وتجدر الاشارة في هذا المجال إلى ان ما يقع في سوريا أهم بكثير مما يقع في المغرب بالنسبة للسلفيين الجهاديين، حيث يعتبرون أن ما يقع هناك هو حرب طائفية يخوضها المسلمون الشيعة أو "الروافض" كما يسمونهم، ضد الملسمين السنة، ويجب القتال إلى جانب السنة ضد الشيعة، وهو نفس ما تروجه الأوساط الإعلامية والدعوية الوهابية في السعودية وقطر. وقد سبق طالب أحد أتباع السلفي المغراوي السلطات المغربية ب"فتح باب الجهاد في سوريا".
واليوم تكشف تقارير إعلامية، نشرتها جرائد وطنية واسبانية، عن انتقال مغاربة مرة أخرى للقتال في سوريا إلى جانب الجماعات الإرهابية المتطرفة، خاصة من منطقة الشمال التي ينشط فيها عمر الحدوشي.
من جهة أخرى أكد الحدوشي دعمه لحزب العدالة والتنمية وحكومته، معتبرا أنه يواجه خصوما من داخل الحكومة التي يقودها، وآخرين ممن سماهم "حكومة توجد في الظل".