كما دأب على ذلك قبل سنوات يواصل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة " دمقرطة " فقراته الفنية والموسيقية من خلال منح فرصة للجمهور العريض الذي لا يتمكن من اقتناء تذاكر الدخول إلى الفضاء التاريخي ( باب المكينة ) للاستمتاع بحفلات موسيقية تحييها بالمجان فرق فنية وغنائية في الهواء الطلق .
وتتميز هذه العروض الفنية ، التي تدخل في إطار ما بات يعرف ب " المهرجان داخل المدينة " ، بكونها تقدم يوميا لساكنة فاس وللمغاربة والزوار الأجانب بالمجان في مختلف الأماكن الشعبية والساحات العمومية بفاس .
فابتداء من الساعة العاشرة والنصف ليلا تستقبل الساحة التاريخية ( باب بوجلود ) جمهورا عريضا يفد عليها من مختلف المناطق والأحياء لحضور عروض فنية يحييها فنانون مغاربة وأجانب يقدمون خلالها وصلات غنائية تلهب حماس الجمهور .
واختار المنظمون خلال هذه الدورة أن يشارك في إحياء الحفلات التي تندرج في إطار " المهرجان داخل المدينة " ، الذي أضحى هو الآخر من بين التقاليد الموسيقية التي تكرست كمكسب لجمهور المدينة، مجموعة من الفرق الفنية والأسماء البارزة في سماء الأغنية المغربية والأجنبية لتأثيث فضاءات هذه الأمسيات أمثال رشيدة طلال والمهدي عبده ومحمد باجدوب وحميد القصري ومجموعة " ناس الغيوان " ومجموعة حمادشة إلى جانب فنانين أجانب أمثال عبير نعمة ( لبنان ) ولادي سميث ريد ليون ( جنوب إفريقيا ) وكريم زياد ( الجزائر ) وكوبان منت إيلي ( موريتانيا ) وغيرهم .
وإلى جانب هذه السهرات الغنائية برمج المنظمون ابتداء من الساعة الحادية عشرة ليلا تنظيم حفلات يومية بالمجان هي " الليالي الصوفية " التي تقام طيلة أيام المهرجان، والتي تتيح للجمهور اختتام اليوم في جو روحاني مفعم بالود والتآخي من خلال عروض فنية تحتضنها حدائق " دار التازي " بالمدينة العتيقة.
وتقدم هذه الحفلات التي تحييها فرق السماع والمديح لمحة عن الثقافة الإسلامية من خلال عروض فنية تمتح مما خلفه المتصوفة الكبار من أشعار وحكم تساهم في تعزيز وتقوية الجانب الروحي لدى الإنسان .
ويشارك في إحياء هذه الحفلات مجموعات مختصة في الإنشاد الديني من مختلف مناطق المغرب كالطريقة الحسانية ( العيون ) والمجموعة الدرقاوية ( أزمور ) والتهامية وحمادشة ( فاس ) والطريقة الوزانية وغيرها .
وموازاة مع الحفلات الموسيقية اليومية تقام طيلة أيام المهرجان معارض فنية وعروض سينمائية في أماكن مختلفة كدار التازي ومتحف البطحاء وحدائق جنان السبيل ودار المقري والبرج الجنوبي وقصر الجامعي وغيرها .
كما تقترح الدورة 19 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أنشطة يومية وتظاهرات بيداغوجية وفنية لفائدة الأطفال والشباب تتضمن معارض فنية وعروضا موسيقية وأشكال فرجوية متنوعة وذلك طيلة أيام المهرجان .
وسيكون جمهور ساحة ( باب المكينة ) مساء يوم غد الخميس على موعد مع الحفل الفني الذي ستحييه الفنانة السورية أصالة نصري بينما ستحيي الحفل الختامي للمهرجان الفنانة الأمريكية باتي سميت .