وضع تاجر المخدرات الفرنسي من أصل مغربي عادل لمطالسي شكاية لدى المحكمة الابتدائية الكبرى بباريس ضد الدرك الملكي بالقصر الكبير، ومصالح الأمن المغربية يزعم فيها تعرضه للتعذيب والمعاملة القاسية، وذلك بدعم من المنظمة الفرنسية غير الحكومية "حركة المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب". وكان المدعو لمطالسي قد تم تحويله، في بداية شهر ماي الماضي، من سجن سلا حيث كان معتقلا، إلى سجن ڤيليانت بباريس لقضاء بقية عقوبته، حيث حكم بعشر سنوات سجنا، من أجل تكوين عصابة إجرامية والاتجار في المخدرات.
الأخطر من ذلك أن تاجر المخدرات لمطالسي قرر تحويل قضيته إلى قضية رأى عام، مع أنه لا يعدو أن يكون من أصحاب السوابق وضليع في الإجرام، حيث زعمت بعض وسائل الإعلام الفرنسية عزمه الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بمقر اعتقاله بباريس تماما كما يفعل أي معتقل سياسي.
لقد ادعى هذا الشخص أنه اعتُقل وتم تعذيبه في ما يسمى بمركز الاعتقال بتمارة قبل أن يدان بغير حق بالمغرب، مدعيا أن تعذيبه مرتبط بنجاحه كمنتج سينمائي، مع أنه لم يثبت أن تاجر مخدرات، كيفما كان حجمه، تم التحقيق معه في أي مكان من الأمكنة، بل إن اعتقاله في جميع الأحوال يكون بأوامر من الوكيل العام للملك.
لمطالسي الذي ابتكر قصة تعذيبه وإهانته، والتي بالتأكيد سيحولها إلى فيلم سينمائي ينتجه هو بعد دعاءه أنه منتج سينمائي، يعتبر من ذوي السوابق القضائية بأوربا، وسبق أن حكم عليه، سنة 1998 بفرنسا بخمسة أشهر من أجل الضرب والجرح، وتم اعتقاله في شهر يونيو 2008، من قبل الشرطة الإسبانية بهويلڤا (الأندلسية) خلال عملية تسليم ل 500 كيلوغرام من مخدر الشيرا التي كان ينوي حملها إلى فرنسا، قبل أن يتم تمتيعه بالسراح المؤقت في انتظار محاكمته.
كما أدين في المغرب، في قضية تتعلق بمحاولة تم إجهاضها من طرف الدرك الملكي في شهر أكتوبر 2008، لبعثة إرسالية عبر الجو تحتوي على 1601 كيلوغرام لمخدر الشيرا، تم وضعها في 51 كيسا، انطلاقا من أرض خلاء، تقع على بعد 10 كيلومترات من شمال القصر الكبير، التي أمر بها شخصيا، باتفاق مع مواطن إسباني يدعى أمبرو فارفوس.
كما تكلف شخصيا بتزويد شريكه الإسباني بكمية الشيرا السالفة الذكر وذلك عن طريق مزوديه بالمغرب، على أساس أن يجد هذا الأجنبي حائزِين محتملين بإسبانيا.
بعد إجهاض هذه المحاولة لنقل الشيرا عن طريق الجو، تم اعتقال لمطالسي بطنجة بتاريخ 2008/10/03، من قبل مصالح الدرك الملكي وتمت متابعته من قبل القضاء المغربي، أُسوة بشركائه الخمسة، بتهم تكوين "عصابة إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات، قبل أن تتم إدانتهم بعقوبات تتراوح ما بين 3 و10 سنوات سجنا، وغرامات محددة في 50 ألف درهم لكل واحد، بالإضافة إلى مبلغ 800 ألف درهم تُؤدى إلى الدرك الملكي.
هذه قصة المجرم المطالسي الذي أضرب عن الطعام بدعوى تعذيبه في المغرب.