أجمع العديد من المهتمين بقضية إيقاف الجزائر لأنبوب الغاز "المغاربي – الأوروبي" العابر للأراضي المغربية نحو إسبانيا والبرتغال على "خطورة" هذا القرار على إسبانيا بالدرجة الأولى ثم البرتغال، بسبب عدم وجود خطط بديلة للتدخل في حالة وقوع أي عطب. وبالرغم من أن الجزائر أكدت أكثر من مرة أنها ستعمل على توفير كافة الإمدادات المطلوبة من الغاز لإسبانيا ومعها البرتغال، إلا أن هذه التطمينات لا يقابلها على أرض الواقع ما يُدعمها، حيث أن كل ما تملكه الجزائر هو أنبوب "ميدغاز" المباشر نحو إسبانيا والذي لاتزال قدراته أقل من أنبوب "المغاربي- الأوروبي" بأكثر من 4 ملايين متر مكعب، وإمكانية نقل الغاز عبر السفن إلى إسبانيا، وهو ما سيُسبب ارتفاعا في الأسعار. في هذا السياق، قالت صحيفة "دويتش فيله" الألمانية في تقرير نشرته مؤخرا حول الصراع بين المغرب والجزائر، على لسان أليس غوير مديرة الجغرافيا السياسية والأمن في شركة" Azure Strategy" ، المتخصصة في الاستشارات السياسية بلندن، إن قرار الجزائر بإيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي-الأوروبي" هو "قرار محفوف بالكثير من المخاطر". وأضاف المصدر ذاته، أن الجزائر لا تملك الآن "الخطة باء" للتدخل في حالة وقوع أي عطب، مشيرة إلى أن أنبوب "ميدغاز" المباشر كان هو "الخطة باء" خلال استخدامها لأنبوب الغاز العابر لأراضي المملكة المغربية، لكنها الآن تعتمد عليه كليا بدون أي بديل آخر، وهو ما يجعل التهديدات قائمة بقوة. وأشارت أليس غوير، أن الجزائر ستعمل على توسيع قدرات أنبوب "ميدغاز" ليصل إلى قدرات الأنبوب السابق، لكن هذا الأمر حتى لو حدث بسرعة كبيرة فلن يتحقق إلا بعد نهاية العام الجاري، وبالتالي تبقى التهديدات واردة، وهو ما يجعل القرار الجزائري ليس في صالح الجزائر التي أصبحت الآن مضطرة للقيام بمشاريع التوسعة وضمان وصول الغاز إلى أوروبا بالكثير من الحذر. نظام العسكر في كوريا الشرقية، اتخذ قرار إيقاف استخدام أنبوب الغاز العابر للأراضي المغربية، كخطوة مضادة للرباط بسبب ما يصفه ب"الأعمال العدائية للمغرب تُجاه الجزائر"، دون أن يدرس مخاطر هذا القرار على البلد ومستقبل صادراته من الغاز نحو أوروبا. وما يُعزز هذا الكلام، هو أن إسبانيا قررت البحث عن بدائل لتفادي أي تهديدات تمنع وصول الغاز الجزائري إليها بالإمدادات الكافية، حيث فتحت النقاش مع دولة قطر لاستيراد الغاز منها، وهو ما يعني دخول قطر في منافسة مباشرة مع الغاز الجزائري المُصدر إلى إسبانيا. ومن جهته، فإن المغرب لن يتأثر بهذا القرار، وهو ما أكده المكتب الوطني للكاربوهيدرات والمكتب الوطني للماء والكهرباء، حيث جاء في بلاغ مشترك لهما أن تداعيات إيقاف الجزائر لأنبوب الغاز العابر للمغرب "ضئيلة جدا" على قطاع الكهرباء في المملكة. ويعمل المغرب على رفع قدراته في مجال إنتاج الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقات الخضراء المتجددة، حيث يسعى إلى تحقيق أكثر من 50 بالمائة من اكتفائه الذاتي في متم 2025.