قال المحامي الأردني ، فواز الخلايلة ، إن حدث المسيرة الخضراء يشكل حالة استثنائية ونموذجا فريدا في حركة تحرر الشعوب ولحظة فارقة في تاريخ المغرب. وأبرز الخلايلة في مقال تناقلته عدد من وسائل الإعلام الأردنية ، من بينها على الخصوص ، "عمون " و"مدار الساعة " و" السوسنة " والقلعة نيوز " و"الأنباط " و" جهينة نيوز " و" نبض البلد" ، أن " المغرب اختار طريق المقاومة المسلحة والمفاوضات في آن واحد ، في صراعه مع المحتل الإسباني ، إلا أن خيارا ثالثا شكل حالة استثنائية ونموذجا فريدا في حركة تحرر الشعوب ، ولحظة فارقة في تاريخ المغرب ، تمثل في الملحمة البطولية التي أطلق عليها الملك الراحل الحسن الثاني المسيرة الخضراء ". وقال إن " الراحل الحسن الثاني وبعد صدور قرار محكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975 والذي تضمن التأكيد على وجود روابط تاريخية وعلاقات سياسية ودينية وروحية بين قبائل منطقة الصحراء وسلاطين المغرب ، أبدع بعبقرية القائد الواثق بشعبه ملحمة بطولية سطرها الإنسان المغربي المؤمن بوطنه ووحدة أراضيه على الواقع ، والذي لم تثنه كل المحاولات التي قامت بها الحكومة الإسبانية لمنع المسيرة ، عن استرداد أراضيه ". ويشكل سياق ذكرى المسيرة الخضراء ، وفق الكاتب، مناسبة للتأكيد على مجموعة من الحقائق الثابتة والعبر المستخلصة من النزاع المفتعل حول الصحراء من قبل خصوم الوحدة الترابية المغربية ، مبرزا أن هذه العبر تؤكد أن الصحراء المغربية هي جزء أصيل من الهوية المغربية السياسية والثقافية والاجتماعية. ومن الحقائق الثابتة ، يضيف كاتب المقال ، أنه لم يؤسس قط أي كيان أو تنظيم سياسي أو حركة مستقلة عن المغرب إلى أن جاء الاستعمار الإسباني عام 1884 واحتل إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب ، ومزق الوحدة الترابية المغربية ، مشيرا إلى أنه " لا يوجد شعب صحراوي وإنما قبائل صحراوية مغربية تدين بالولاء السياسي والديني والروحي لسلاطين المغرب". وتابع أن قضية الصحراء تندرج في إطار استكمال المغرب لوحدته الترابية وأن تصفية الاستعمار انتهت منذ رحيل الاستعمار الإسباني وعودة الصحراء إلى حضن الوطن ووضع حد لتصفية الاستعمار في هذه المنطقة منذ عام 1975 . وأكد أنه بعد نجاح المسيرة الخضراء وإجبار اسبانيا على توقيع اتفاقية مدريد بين الحكومتين المغربية والإسبانية أصبحت سيادة المغرب على صحرائه فعلية وشرعية ، و" منذ ذلك الحين ولغاية اليوم لم تصدر أية استشارة قانونية أو رأي عن منظمة الأممالمتحدة تصف الصحراء بالمستعمرة أو تنعت المغرب بالبلد "المحتل " كما يدعي خصوم الوحدة الترابية المغربية " . وقال المحامي الأردني " ونحن نستذكر المسيرة الخضراء ، نؤكد أنها ليست يوما أو حدثا عابرا في عقل الدولة المغربية شعبا وقيادة وإنما هي تاريخ وطن بأكمله دافع عنه الأجداد والآباء وحافظ عليه الأبناء لتستمر مسيرة البناء والتنمية التي لم تتوقف من ذلك الحين إلى يومنا هذا". وتابع " فقد اختار صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسارا دبلوماسيا يقوم على الانتقال من مرحلة التدبير إلى التغيير وانتهاج دبلوماسية إجرائية للدفاع عن مصالح المغرب ووحدته الترابية بكل حزم وقوة واحترام للقانون الدولي ". وأشار إلى أن منطقة الصحراء المغربية شهدت على المستوى الاقتصادي بفضل المتابعة الملكية الحثيثة ، ثورة تنموية شاملة غير مسبوقة ، طالت العديد من المجالات الزراعية والصناعية وإنشاء الموانئ والمطارات وتطوير البنية التحتية بميزانية تصل إلى حوالى 8 مليار دولار تقريبا أنجز ما يفوق 50 في المائة من هذه المشاريع . واعتبر السيد الخلايلة أن نسبة المشاركة المرتفعة لساكنة الأقاليم الجنوبية في انتخابات الثامن من شتنبر تترجم وتؤكد التعبير الفعلي عن ارتباط سكان منطقة الصحراء بوطنهم المغرب. وأكد أن " الصحراء المغربية أصبحت اليوم منارة حضارية وسياسية واقتصادية يهتدى بها ، وتتقاطر إليها الدول من أجل الاستثمار وفتح القنصليات فيها ، وستبقى نموذجا واقعيا على التضحية والتصميم والفداء في وجدان كل حر شريف". كما استحضر كاتب المقال مشاركة الأردن في حدث المسيرة الخضراء بوفد ضم 41 شخصية أردنية ترأسه السيد أحمد طوقان رئيس مجلس الأعيان آنذاك ، والرسالة الأخوية التي بعث بها الملك الراحل الحسين بن طلال إلى أخيه الراحل الحسن الثاني ، والتي أكد فيها على معاني الأخوة والمحبة بين الشعبين الأردني والمغربي وموقف الأردن الداعم لحقوق المغرب المشروعة والثابتة في استرداد أقاليمه الجنوبية واستكمال وحدة أراضيه.