رغم الحملة الدعائية القوية التي قام بها نظام الكابرانات بالجزائر، عير أبواقه الإعلامية وذبابه الالكترونية، ورغم الرحلات الجوية الماراطونية لوزير خارجيته، فشلت الطغمة العسكرية بكوريا الشرقية في "طرد" إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، خلال الدورة 39 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي التي انعقدت يومي 14 و15 أكتوبر الجاري باديس ابابا. ورغم الضجيج الإعلامي والتطبيل الذي رافق تحركات البولدوغ لعمامرة إلى العديد من العواصم الإفريقية، وكذا اللقاءات التي عقدها والكولسة التي مارسها في دواليب مقر الاتحاد الافريقي باديس اباب، لم يلح بوق الجنرالات الديبلوماسي في فرض اجندة العسكر لأن زمن شراء الذمم بريع النفط والغاز قد ولى، وأضحت جل الدول الافريقية تعي جيدا طبيعة نظام العسكر بكوريا الشرقية، وتعرف تمام المعرفة اهداف تحركاته ومناوراته التي اكل عليها الدهر وشرب. لعمامرة اقر بعظمة لسانه أنه فشل في المهمة التي أوكلها إليه كابرانات فرنسا، حيث قال إن قضية قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي تقرر عرضها على القمة الإفريقية المقررة شهر فبراير المقبل بسبب ما أسماه بالانقسام العميق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي عقب نقاش "دام لساعات بين وزراء الخارجية الأفارقة بشأن قضية منح صفة المراقب لإسرائيل"... وبهذا يكون لعمامرة قد فشل في استصدار موقف مساند لنزوات العسكر في الجزائر، لأن جل الدول الافريقية تربط علاقات وطيدة مع اسرائيل وتعرف جيدا مصلحتها أين تكمن، دون ان يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينة، وهو ما أكده رئيس المفوضية موسى فقي الذي اتخذ قرار قبول عضوية اسرائيل كمراقب استنادا إلى قناعاته وما تسمح به قوانين الاتحاد، وهو ما لا يرغب الجنرالات في استيعابه مفضلين الهروب إلى الأمام واللعب على وتر فلسطين ومشاعر البلدان العربية الاسلامية، لفرض اجندتهم الخاصة التي تتنافى أصلا مع مبادئ الوحدة والأخوة التي يخرقونها يوميا سواء عبر تصريحاتهم البغيضة او عبر ممارساتهم ومساندتهم ودعمهم لمرتزقة يعيثون فسادا في المنطقة المغاربية وفي دول الساحل... معارضة الجزائر لهذا القرار الذي وصفته ب"المؤسف والخطير" ادعت انه جاء "دفاعا عن المصلحة العليا لإفريقيا ووحدة شعوبها"، كما لو ان الشعوب الإفريقة قاصرة وتحتاج إلى جنرالات الجزائر المسنين ليكونوا اولياء لها. والمضحك في الأمر، هو تصريح لعمامرة المتناقض الذي قال فيه :"من المؤسف أن اقتراح نيجيرياوالجزائر، الذي يهدف إلى إعادة الوضع إلى ما كان عليه على الفور، لم تقبله أقلية ناشطة ممثلة بالمغرب وبعض حلفائه المقربين"، مشيرا إلى أن الوزراء الأفارقة وافقوا بالأغلبية على عرض القضية على قمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي المقرر عقدها في فبراير المقبل. كيف إذن "لأقلية ناشطة ممثلة بالمغرب وبعض حلفائه المقربين" أن تعرقل وتقف في وجه الجزائر التي تدعي أنها حشدت دعما واسعا وان أغلبية الدول الإفريقية تقف في صفها! إنها كذبة كبيرة أخرى للبولدوغ لعمامرة الذي أتى به الجنرالات "لتنشيط" دبلوماسيتهم النائمة، متناسين ان زمن لعمامرة قد ولى ولم تعد له أي فعالية في عالمنا الحالي الذي يعتمد على مبدأ رابح-رابح واحترام الدول لبعضها البعض، وميلها نحو نزع فتيل النزاعات، ونهج منطق آخر يجهله كابرانت فرنسا الذين لايزالون متشبثون بعقلية الحرب الباردة والأفكار الجامدة لفترة القطبية الثناية وما يوازيها من براباغاندا عتيقة لم يعد لها أي تأثير في علم التواصل والانترنيت...