عاد البولدوغ رمطان لعمامرة، وزير المقاطعة الخارجية للعسكر الجزائري، البوق الديبلوماسي الجديد/القديم لنظام العسكر الجزائري، لممارسة هويته المفضلة بعيدا عن اللغة الدبلوماسية الهادئة، من خلال مهاجمة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الذي وصفته ب"الماكر"، معتبرا تصريحاته "خبيثة وكاذبة تعكس هروبا انتحاريا متهورا"! وقالت المقاطعة الخارجية لنظام الجنرالات، في بيان لها أمس الأحد، إن ما وصفتها بالتصريحات الكاذبة الصادرة عن المغرب تعكس "رغبة صماء" في جر إسرائيل إلى "مغامرة خطرة" موجهة ضد الجزائر. ووصفت مقاطعة العسكر الخارجية في بيانها بوريطة بكونه "المحرض الحقيقي" على "التصريحات الكاذبة والخبيثة الصادرة عن المغرب بشأن الجزائر ودورها الإقليمي وعلاقاتها مع دولة ثالثة"، وهي كذبة وادعاء يكشف بالملموس مستوى كابرانات فرنسا. الذين يتحكمون في الشعب الجزائري. وحذرت الوزارة من أن تعكس هذه التصريحات "رغبة مكتومة من المغرب في جر حليفها الشرق أوسطي الجديد (إسرائيل) إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر موجهة ضد الجزائر وقيمها ومواقفها الثابتة"، مشيرة إلى أن "هذه المغامرة الخطيرة التي تراهن على الأسوأ، تشكل إنكارًا رسميًا لليد الممدودة المزعومة، والتي تستمر الدعاية المغربية في الترويج لها بشكل مسيء وعبثي"! إن ما جاء في بيان مقاطعة العسكر الخارجية ينطبق تماما على سلوك وممارسات نظام الجنرالات، الذي اختار الهروب إلى الإمام وعوض حل مشاكل الشعب الجزائري وتوفير الماء والمواد الغذائية الأساسية وقنينات الأوكسجين ولقاح كورونا، والانشغال بإخماد الحرائق التي أشعلتها المخابرات العسكرية لمعاقبة منطقة القبائل على رفضها ومقاومتها لنظام العسكر. إن الرأي العام الدولي وكذا الشعب الجزائري يعلم اليوم بأن المغامر الخطير بماضي وحاضر ومستقبل المنطقة المغاربية هم جنرالات الجزائر ومخابراتهم العسكرية، وأن المحرض الحقيقي على تجزئة المنطقة وتوقيف عجلة النمو فيها هو نظام العسكر الجزائري، من خلال دعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها مرتزقة البوليساريو الذين تأويهم الجزائر وتدعمهم بالسلاح والمال والوسائل اللوجيستيكية والدبلومساية.. وكعادتها لم تفوت مقاطعة العسكر الخارجية الفرصة لإعادة ترديد اسطوانتها المشروخة حول جمهورية الوهم الصحراوي وما تدعيه من تقرير للمصير، في وقت ترفض منح الشعب الجزائري حق تقرير مصيره. يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير ليبد لم يفوت فرصة تواجده بالمملكة المغربية دون التعبير علانية عن قلقه من التقارب بين النظام الجزائري ونظام الملالي في ايران. وقال في الندوة الصحافية التي عقدها بالدار البيضاء على هامش اختتام زيارته للمملكة المغربية: "لقد ناقشنا موضوع الصحراء والقضايا التي تهم البلدين، ولم نتطرق لأي صفقات تهم السلاح"، مضيفا "نحن نتشارك بعض القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب". وأثنى وزير الخارجية الإسرائيلي على المكانة التي تحظى بها المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في المنتظم الدولي، مضيفا أن المغرب يمكن أن يلعب دورا محوريا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.