دعا الرئيس الأميركي جو بايدن مواطنيه إلى الوحدة، مع استعداد بلاده لإحياء الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر2001، التي أودت بحياة 2977 فردا، في حين أقر وزير الأمن الداخلي الأميركي أليهاندرو مايوركاس بأن أكبر تهديد يواجه بلاده حاليا هو خطر الإرهاب الداخلي. وقال بايدن -في تسجيل مصور بالبيت الأبيض- "بالنسبة إليّ فإن الدرس المركزي لذكرى 11 سبتمبر هو أنه عندما نكون الأكثر عرضة للخطر (…) فإن الوحدة هي أعظم قوة لدينا". وأقر الرئيس الأميركي أيضا "بالقوى المظلمة في الطبيعة البشرية؛ الخوف والغضب والاستياء والعنف ضد الأميركيين المسلمين، وهم أتباع مخلصون لدين مسالم"، مشيرا إلى أن تلك القوى "أثرت على الوحدة الأميركية لكن لم تكسرها". وقال بايدن "الوحدة لا تعني أن علينا جميعًا أن نؤمن بالشيء نفسه، لكن من الضروري أن نحترم بعضنا بعضا، وأن نثق في بعضنا البعض". ومن المقرر أن يزور بايدن وزوجته اليوم 3 مواقع باتت رمزا للهجمات التي حصلت قبل 20 عاما؛ إذ سيتوجهان إلى نيويورك حيث دُمّر برجا مركز التجارة العالمي، وإلى شانكسفيل في بنسلفانيا حيث تحطمت طائرة خطفها 4 أفراد من تنظيم القاعدة، وإلى أرلينغتون في فيرجينيا (قرب واشنطن) حيث تعرضت وزارة الدفاع الأميركية لهجوم. وأراد بايدن إحياء الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر وقد سحب قوات بلاده بطريقة منظمة من أفغانستان إلى حيث أرسلوا عقب الهجمات للقضاء على تهديد تنظيم القاعدة الذي تبنى التفجيرات، غير أن الحرب في أفغانستان انتهت وسط حالة من الفوضى، مع سيطرة حركة طالبان الشهر الماضي على السلطة، ومقتل 13 جنديا أميركيا في هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية استهدف مطار كابل خلال عملية الانسحاب الأميركي من البلاد نهاية الشهر الماضي. الإرهاب الداخلي وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي -في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" (ِABC)- إن أكبر تهديد يواجه الولاياتالمتحدة حاليا هو خطر الإرهاب الداخلي، مؤكدا أنها تراقب التهديدات الإرهابية القادمة من أفغانستان أو من العالم، وذلك قبيل إحياء الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر. وأوضح الوزير أن المقصود بخطر الإرهاب الداخلي الأشخاص الذين يتبنون العنف بسبب أيديولوجية الكراهية أو الروايات الكاذبة، التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من منصات الإنترنت". وأضاف الوزير مايوركاس إن الوكالات الاستخبارية وأجهزة إنفاذ القانون في بلاده تراقب عن كثب التهديدات في جميع أنحاء العالم، بما فيها التهديدات القادمة من أفغانستان، مؤكدا أنها أنشأت بنية كاملة لحماية الشعب الأميركي. مظاهر الحزن وذكر مراسل الجزيرة في نيويورك أن مظاهر الحزن تخيم على المكان أثناء التحضيرات لإحياء ذكرى الهجمات، موضحا أن فعاليات هذا العام تم تقليصها بسبب إجراءات مواجهة وباء كورونا، إذ اقتصرت الدعوات على أهالي الضحايا، وسيشارك فيها الرئيس بايدن. وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن منفذي هجمات سبتمبر في الولاياتالمتحدة لم يتمكنوا من زعزعة "الإيمان بالحرية والديمقراطية". وذلك في رسالة مسجلة تُعرض اليوم السبت في حديقة لندن الأولمبية خلال فعالية مخصصة لإحياء ذكرى الهجمات. وأضاف جونسون -المولود في نيويورك- "لم ينجحوا (منفذو الهجمات) في تقسيم دولنا وفي جعلنا نتخلى عن قيمنا أو جعلنا نعيش في خوف دائم". وأودت هجمات 11 سبتمبر بحياة 67 بريطانيا.