يأتي افتتاح مالاوي، امس الخميس، لقنصلية عامة لها بمدينة العيون، في وقت ما فتئت فيه العلاقات مع المملكة تتوسع وتتقوى، معززة كل المكاسب والانجازات التي حققها البلدان حتى الآن . وهكذا، أسفر التعاون طويل الأمد ومتعدد الأبعاد بين البلدين الشقيقين عن حدث أقل ما يقال عن طبيعته وفحواه، أنه جد طبيعي ومتوقع. وتجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن المغرب ، وبتعليمات ملكية سامية ، تبرع لفائدة مالاوي ، في 14 يونيو 2020 ، بمستلزمات طبية لمكافحة جائحة كورونا. وفي 17 يونيو 2020 ، تم تقديم هذه الهبة الملكية بحضور وزير الطاقة المالاوي السابق ، أتوبول مولوزي، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وكذا المفتي العام لمالاوي. وتقدمت بهذه المناسبة السلطات المالاوية بعبارات الشكر لجلالة الملك ، واعتبرت المبادرة الملكية مثالا يحتذى به. وبخصوص القضية الوطنية ، سحبت مالاوي اعترافها ب "الجمهورية الوهمية" في 2017. وجاء الإعلان الرسمي عن هذا القرار الإيجابي لمالاوي خلال زيارة عمل قام بها وزير خارجيتها السابق (السيد فرانسيس كيزالا) إلى الرباط. كما واصلت مالاوي مسارها الداعم لمصالح المملكة بمناسبة انعقاد قمة 2017 لمجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، بعد أن رفضت مالاوي مشروع ا معاديا لمصالح المغرب ترعاه جنوب إفريقيا وناميبيا. وتهدف المبادرة المشتركة لهذين البلدين ،المعاديين للوحدة الترابية للمملكة ، إلى إحداث ما يسمى ب "مؤتمر التضامن مع الجمهورية الصحراوية الوهمية". كما شاركت مالاوي بشكل إيجابي في المؤتمر الوزاري الإفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للعملية السياسية للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية ، الذي انعقد في مراكش في مارس 2019. وجاء في تصريح وزير خارجية مالاوي، السيد إيمانويل فابيانو، بهذه المناسبة، أن " مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ممثلا من خلال آلية الترويكا مطالبان بقيادة العملية السياسية باسم الاتحاد الأفريقي، من خلال الانخراط في العملية التي تقودها الأممالمتحدة. نعتقد أنه من خلال السير في هذا الاتجاه بإمكاننا تحقيق الهدف المعلن ". وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لمالاوي، أيزنهاور ندوا مكاكا، في أكتوبر 2020 أن بلاده تدعم حل النزاع حول الصحراء في إطار السيادة المغربية، وأنها تؤمن بحل المشاكل على أساسا الحوار، موضحا أن مالاوي ستواصل دعم المغرب في المحافل الدولية والإقليمية. وأشار السيد ندوا مكاكا، في هذا الصدد، إلى أن مالاوي لم تعد لها أي علاقة ب"الجمهورية الوهمية منذ ماي 2017". وبخصوص الإطار القانوني بين البلدين، تم إبرام اتفاقات للتعاون في مجالات التعليم والسياحة والإعفاء من التأشيرة لحاملي جواز السفر الدبلوماسي وجوازات الخدمة سنة 2018 بالرباط، فضلا عن أربع اتفاقات تهم مجالات الفلاحة والأمن الغذائي والتعليم العالي والبحث العلمي والإسكان والتنمية الحضرية والمياه والصرف الصحي، جرى توقيعها في أكتوبر 2020، خلال زيارة عمل للمغرب قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لملاوي، السيد أيزنهاور ندوا مكاكا. أما في ما يتعلق بتبادل الزيارات والاجتماعات، فقد قام وزير خارجية مالاوي السابق، إيمانويل فابيانو، بزيارات عمل للمملكة بين سنتي 2017 و 2018 . كما أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لدولة مالاوي، السيد أيزنهاور ندوا مكاكا، زيارة عمل للمغرب في الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر 2020. علاوة على ذلك، تم إنشاء لجنة التعاون المشترك بين البلدين سنة 2002. ومن المقرر عقد الدورة الأولى لهذه اللجنة بليلونغوي، بناء على طلب الجانب المالاوي، بعدما كان مرتقبا إجراؤها في الرباط شهر أكتوبر 2020، وقد أشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، يوم 5 ماي 2021، عقب لقاء بواسطة تقنية التناظر المرئي مع نظيره من مالاوي السيد أيزنهاور ندوا مكاكا، بالدينامية الإيجابية التي تميز العلاقات بين المغرب ومالاوي، داعيا إلى تعزيز الشراكة في مجالات الفلاحة وبناء القدرات والسياحة والرياضة. من جانبه، أكد السيد مكاكا التزام الرئيس لازاروس شاكويرا بتعزيز الصداقة والتعاون المغربي-الملاوي. ومن هذا المنطلق، شدد على أهمية فتح تمثيلية دبلوماسية للمملكة في مالاوي، معربا عن استعداد بلاده لفتح قنصلية بالأقاليم الجنوبية. واتفق الجانبان على العمل بشكل مشترك من أجل إعداد خارطة طريق مع إجراءات تعاون وجدول زمني دقيق. وسيتم التوقيع على هذه الوثيقة خلال زيارة وزير خارجية مالاوي قبل نهاية سنة 2021. وأعلن الوزيران أيضا عقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الثنائي في ليلونغوي خلال الفصل الأخير من سنة 2021، إذا سمح الوضع الوبائي بذلك. وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، أعرب السيد بوريطة عن شكره لنظيره المالاوي على التزام بلاده ودعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة. وهو موقف يحظى بتقدير كبير من جلالة الملك والشعب المغربي. وأعرب الوزير المالاوي عن عزم حكومته دعم ترشيحات المغرب لمقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للفترة 2028-2029، ومنصب مفوض لمفوضية الاتحاد الافريقي في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار. وعلى مستوى العلاقات الاقتصادية، فإن المبادلات التجارية مع مالاوي ضعيفة، وتقتصر بالنسبة للمغرب، على واردات التبغ. وبلغ حجم المبادلات التجارية سنة 2018، 450 مليون درهم لصادرات المغرب و 37,4 مليون درهم للواردات. وفي ما يتعلق بالتعاون التقني، قام السيد إيمانويل فابيانو، الذي كان وزيرا لخارجية مالاوي، بزيارة عمل للمملكة سنة 2017. وأجرى بهذه المناسبة، سلسلة من المحادثات مع العديد من الوزراء ومسؤولين كبار مغاربة، وكان الهدف الرئيسي من الزيارة اعداد الصيغة النهائية للاتفاقيات الإطار التي تنظم العلاقات الثنائية. وخلال زيارة وزير الخارجية السابق، قدم المغرب لمالاوي، كوطا من المنح الدراسية تتمثل في 50 منحة دراسية سنوية ل3 سنوات من أجل التكوين في مجال التعليم العالي، و 10 منح سنوية ل3 سنوات من أجل تداريب التطوير لفترة قصيرة، وحوالي 30 منحة في السنة ل3 سنوات في مجال التكوين المهني. وخلال زيارة العمل التي قام بها السيد أيزنهاور ندوا مكاكا وزير خارجية مالاوي للمغرب في أكتوبر 2020 سجل السيد بوريطة " وضعنا خارطة طريق للتعاون من أجل السنوات القادمة"، لا سيما الزيادة في عدد المنح الدراسية المقدمة لطلبة مالاوي بالمغرب، سواء في المعاهد الأكاديمية أو في مراكز التكوين المهني" ، مشيرا إلى أن عدد هذه المنح سيرتفع إلى 100 في السنة. وأكد الوزير أيضا، خلال زيارة وزير الخارجية المالاوي للمغرب في أكتوبر 2020، أن هناك تطابقا واسعا في وجهات النظر بين المغرب ومالاوي حول القضايا الإقليمية والدولية، مع تجديد التأكيد على استعداد المغرب، طبقا لتعليمات جلالة الملك، لمواكبة مالاوي في هذه المرحلة الهامة من تاريخها وتقديم كل الدعم لعمل رئيسها السيد لازاروس شاكويرا لتعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد. وفي سنة 2018، أجرى وزير خارجية ملاوي السابق، السيد إيمانويل فابيانو، على رأس وفد كبير يمثل قطاعات المالية والاستثمار والفلاحة والصيد البحري، زيارة عمل ثانية للمغرب. وعلى غرار زيارته السابقة، عقد الوزير المالاوي سلسلة من المحادثات الثنائية، أعرب خلالها عن رغبته في تمويل المملكة للمشاريع السوسيو-اقتصادية بمالاوي. وفي مجال الفلاحة، أظهر المغرب استعدادا لتقديم الدعم التقني لمالاوي من أجل إنشاء خريطة للخصوبة ومن أجل تطوير استراتيجية التنمية الفلاحية المتكاملة (المخطط الأخضر). وأعرب الجانب المالاوي عن اهتمامه الخاص بالتعاون مع المملكة في قطاعات إنتاج الفوسفاط، والمواد الصيدلانية، وتوزيع الماء الصالح للشرب مسبق الدفع.