في محاولة لخلط الأوراق وتغليط الرأي العام، روج نظام العسكر وأذنابه عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة التابعة له، اليوم الخميس، خبر حذف البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية لقرار الرئيس السابق دونالد ترامب القاضي بالإعتراف بسيادة المغرب على صحرائه. ونقلت هذا الخبر الزائف كل من الإذاعة الجزائرية الرسمية، وقنوات وجرائد رسمية وخاصة بينها النهار والشروق والبلاد ودزاير تيفي وغيرها من أبواق العسكر الإعلامية، بالإضافة إلى صفحات فايسبوكية تابعة لجبهة البوليساريو والتي ينشط عبرها الذباب الالكتروني الذي يجتهد في نشر الأخبار المضللة حول المغرب في محاولة فاشلة لحجب الحقيقة وتحريفها.. وتداولت هذه الأبواق الاعلامية، معلومات مزيفة عن حذف قرار دونالد ترامب حول اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء، من موقع البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأمريكية لكن بعد إجراء بحث بسيط للتحقق من هذه المعلومات الزائفة والمغرضة، تبيّن أن القرار الأمريكي الرسمي تمت أرشفته فقط دون حذفه مع حلول الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن. وأحال موقع البيت الأبيض الإلكتروني، كافة قرارات وبيانات إدارة الرئيس السابق ترامب، بينها قرار الإعتراف بمغربية الصحراء إلى الأرشيف، بعد مباشرة الرئيس جو بايدن مهامه بعد مراسم تنصيبه، أمس الأربعاء. الأمر نفسه اعتمدته وزارة الخارجية الأمريكية، حيث نقلت قرارات الإدارة السابقة إلى الأرشيف، وكان من ضمنها أيضاً القرارات ذات الصلة بالصحراء المغربية. يشار إلى أن هذا الإجراء يعد روتينيا، ويتم العمل به مع انتقال السلطة من إدارة إلى أخرى، مع الاحتفاظ بكامل البيانات والقرارات في صفحات أرشيفية، وبالإمكان الوصول إلى كافة بيانات إدارة ترامب عبر موقع خاص بها دشنه البيت الأبيض يضم كامل أرشيف الإدارة السابقة. والمثير في الأمر هو مسايرة بعض المواقع الالكترونية المغربية لما ينشره أعداء الوحدة الترابية، دون عناء القيام ولو ببحث بسيط على الانترنيت للتأكد من حقيقة الأخبار الزائفة التي تسمم بها أبواق العسكر الجزائري الفضاء الأزرق وباقي مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ينسحب على أحد المواقع ذات التوجه السلفي المتطرف الذي نشر الخبر الزائف دون تمحيص تحت عنوان:" اختفاء إعلان ترامب حول مغربية الصحراء من موقع البيت الأبيض"... ويعمل اللوبي الأمريكي الذي يشتغل لصالح الجزائر على إقناع فريق بايدن بالتراجع عن اعتراف واشنطن بالسيادة المغرب على الصحراء، لكن دون جدوى لأن العلاقات التي تجمع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب تدخل في إطار ما هو استراتيجي، بغض النظر عن طبيعة الانتماء السياسي للرئيس سواء كان ديمقراطيا او جمهوريا. وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية استنادا إلى مصادر داخل الحزب الديمقراطي أن جو بايدن استقبل بترحيب كبير قرار المغرب بإعادة علاقاته مع إسرائيل وكذا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وأن إدارة الرئيس الجديد تعتبر المملكة حليفا أساسيا يمكن الاعتماد عليه كمحاور رئيسي بمنطقة شمال إفريقيا، مستبعدة بذلك أي نية لدى الإدارة الجديدة للتراجع عن قرار الإدارة السابقة. ويعول خصوم المغرب، وخصوصا اللوبي الأمريكي الذي يعمل لصالح الجزائر، على إقناع فريق الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن بالتراجع عن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء تحت مبرر الحفاظ على المصالح مع الجزائر، في وقت تبدي الرباط ثقتها في الشراكة الاستثنائية التي ظلت تجمعها مع واشنطن بتعاقب جميع الإدارات الأمريكية، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية. وكان مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلنكن، قد أشاد، أول أمس الثلاثاء، خلال حديثه عن رؤيته لقضايا منطقة الشرق الأوسط، في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ب"اتفاقات إبراهيم"، التي أبرمتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بين إسرائيل وعدة دول عربية. وقال بلنكن: "نحن ملتزمون بأمن إسرائيل"، وتعهد بأن تعمل إدارة بايدن على البناء استنادا إلى اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية، وزاد: "ينبغي أن أصفق لما حققته إدارة ترامب بشأن الاتفاقات الإبراهيمية، التي جعلت إسرائيل والمنطقة أكثر أمنا". ويتضح من خلال تصريحات المرشح لمنصب وزير الخارجية أن إدارة بايدن ستتفادى القيام بأي إجراءات أو مراجعات لقرارات وقعها ترامب، من شأنها أن تؤثر على علاقات إسرائيل مع الدول العربية. وحسب تصريحات دايفيد فيشر، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية المعتمد لدى المملكة المغربية، فإن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل لا تقف عند حدود فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب، بل إن هذه الخطوة ستتطور إلى فتح السفارتين قريباً، ما يعني أن المرحلة الثانية من تطوير العلاقات بين الطرفين قد تكون على مستوى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في حالة مواصلة إدارة بايدن تنزيل التزاماتها.