أعلن رئيس (مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم)٬ عبد السلام بوطيب٬ اليوم السبت بالرباط٬ عن قرار المركز إحداث جائزة سنوية تحمل اسم "جائزة عبد الكريم الخطابي للتنمية والبناء الديمقراطي" لتكريم كل من يشتغل على التنمية والبناء الديمقراطي بالمغرب. وأوضح بوطيب٬ خلال افتتاح أشغال لقاء وطني نظمه المركز بشراكة مع (جمعية الريف للتنمية والتضامن) حول موضوع "كيف يمكن استحضار الذكرى الخمسين لرحيل المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ¿"٬ أن هذه الجائزة تهدف إلى المساهمة في جعل الماضي لبنة أساسية في بناء المستقبل الذي يريده المغاربة٬ وكذا التحفيز على معالجة فترة دقيقة من تاريخ المغرب المعاصر٬ مضيفا أن المركز قرر أن يجعل من سنة 2013 سنة استحضار تراث وذاكرة محمد بن عبد الكريم الخطابي.
من جانبه٬ قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان٬ إدريس اليزمي٬ في كلمة بالمناسبة٬ إن إحياء ذكرى وفاة محمد بن عبد الكريم الخطابي تشكل مناسبة لاستحضار رجل وشم ذاكرة وتاريخ الريف والمغرب بصفة خاصة ومنطقة شمال إفريقيا بصفة عامة٬ والذي يعتبر كذلك قدوة للكفاح ضد الاستعمار ومدرسة لحركات التحرر التي عرفها العالم في النصف الأول من القرن الماضي.
وأضاف أنه على الرغم من تعدد الكتابات والقراءات حول شخصيته ومساره٬ فإنه لا تزال هناك الحاجة إلى مزيد البحث في هذا التاريخ٬ وخاصة ما يتعلق منه بتجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي التي طبعت منطقة الريف على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية٬ مشيرا إلى أن هذه التجربة لم يتم لحد الآن معرفة كل معالمها لعدم التوفر على كل الأرشيف المتعلق بها الذي يوجد ببعض الدول الأوروبية (إسبانيا٬ فرنسا٬ جزيرة لاريونيون ومصر).
وبعد أن دعا إلى العمل على حفظ ذاكرة منطقة الريف٬ أكد اليزمي أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أولى عناية خاصة لهذه المنطقة في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي٬ وفي إطار برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف والتاريخ والذاكرة.
وذكر اليزمي٬ في هذا الإطار٬ بالأهمية التي يوليها المجلس لقضايا الأرشيف والتاريخ والذاكرة والمتمثلة على الخصوص في تمويل مشاريع لحفظ الذاكرة٬ وتقوية قدرات الفاعلين المحليين ودعم مؤسسة (أرشيف المغرب) وإحداث سلكي الماستر والدكتوراه في مجال الزمن الراهن ومعهد الدراسات والأبحاث في هذا المجال (كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط - أكدال)٬ فضلا عن إطلاق مسلسل إحداث متحف الريف ودعم أنشطة علمية حول تاريخ وذاكرة هذه المنطقة.
وركزت باقي مداخلات الجلسة الافتتاحية (رئيس جماعة أجدير وكلمة باسم عائلة الخطابي) على استحضار مناقب المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي كأحد الرموز الوطنية الكبيرة٬ والتذكير بمحطاته التاريخية وملاحمه البطولية.
وتم خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء عرض شريط وثائقي حول متحف الريف بمدينة الحسيمة٬ الذي يشكل مشروعا تنمويا يذكي الحركة الثقافية بالمدينة.