يواصل المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، جهوده الحثيثة والصادقة وعلى أكثر من صعيد في نصرة ودعم القضية الفلسطينية ومساندة القيادة والشعب الفلسطينيين في نضالهما في مواجهة ممارسات وسياسات سلطات الاحتلال العدوانية والتوسعية بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة والمخالفة للشرعية الدولية. ولطالما كان المغرب في طليعة المدافعين عن القضايا العادلة للشعب الفلسطيني في كافة المنعطفات التي مرت منها القضية الفلسطينية تأكيدا منه على وقوفه الكامل ملكا وحكومة وشعبا إلى جانب الفلسطينيين في سعيهم لتلبية جميع حقوقهم المشروعة ، وفي مقدمتها حقهم في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية ، على أساس حل الدولتين ، ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية. دعم مغربي لا محدود سياسيا وماديا لقضية فلسطين وللقدس وصمودها في وجه غطرسة سلطات الاحتلال التي تنكرت لكل التفاهمات والاتفاقات وتنصلت من جميع القرارات الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة تحقيقا للأمن والسلم بالمنطقة، مما يعكس بجلاء تشبث المملكة الراسخ والدائم بنصرة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. كما يتجلى الدعم المغربي للقضية الفلسطينية التي تعتبر قضية وطنية بالنسبة للمغاربة ، من خلال التحركات المغربية على المستوى الرسمي ومساندة التحركات الفلسطينية لحث المجتمع الدولي على التحرك لإلزام إسرائيل بالكف عن التمادي في سياساتها المتغطرسة والامتثال لقرارات الشرعية الدولية ، إلى جانب مواكبة المملكة ومساندتها لكل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يتطلع إليه الجميع. ولم يتوانى المغرب في الدعوة وبإلحاح إلى تكثيف الجهود مع الأطراف الدولية الفاعلة ، والقوى المحبة للسلام في العالم لصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتصدي للممارسات الاسرائيلية المخالفة للشرعية الدولية والعمل على اطلاق دينامية بناءة للسلام تضمن لكل شعوب المنطقة العيش في استقرار . مواقف المغرب الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية تجسدت كذلك من خلال رفضه لكل المشاريع التي تضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية وترمي إلى محو الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وفق قرارات الشرعية الدولية ، وعلى رأسها خطة السلام الأمريكية المعروفة ب"صفقة القرن " ومخططات الضم الإسرائيلية التي تستهدف أكثر من ثلاثين بالمائة من أرض الضفة الغربيةالمحتلة . وكان آخر هذه التحركات مشاركة المغرب في اجتماع عربي على مستوى وزراء الخارجية عقد مؤخرا عبر تقنية الفيديو توج بإصدار بيان عبر عن رفض الدول العربية لضم أي جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ، والتحذير من خطر الضم باعتباره خرقا للقانون الدولي ، وتقويضا لحل الدولتين ولكل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية، والجهود الرامية لتحقيق السلام العادل والشامل. دعم المملكة المغربية ومساندتها لنضال وصمود الشعب الفلسطيني للبقاء على أرضه لم يقتصر على المواقف السياسية التي ما فتئ يعبر عنها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ، وإنما يتجلى أيضا على أرض الواقع من خلال الدعم المالي والعديد من المبادرات التي تقوم بها المملكة عن طريق وكالة بيت مال القدس لفائدة أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسيين ولدعم استمرار المؤسسات الفلسطينية وصمودها في وجه محاولات سلطات الاحتلال تغيير الحقائق على الأرض. ويظهر ذلك جليا من خلال الجهود الكبيرة التي تقوم بها الوكالة منذ سنوات طويلة والتي تحظى بالإشادة فلسطينيا وعربيا ودوليا ، لتقديم الدعم لفائدة أبناء الشعب الفلسطيني عموما والمقدسيين على الخصوص ، في قطاعات مختلفة ذات أهمية حيوية لصمودهم والتأكيد على عروبة وإسلامية القدس التي تمر بظروف استثنائية وعصيبة جراء الهجمة الإسرائيلية الشرسة المقترنة بإعلان خطة السلام الأمريكية أو ما يعرف ب "صفقة القرن ". وقد تعززت جهود وكالة بيت مال القدس أكثر في ظل أزمة وباء كورونا الذي اجتاح العالم بأسره، من خلال وقفتها الجادة في دعم العديد من القطاعات من أبناء الشعب الفلسطيني سواء على المستوى الصحي أو دعم العائلات الفقيرة أو المؤسسات ، من خلال تقديم مساعدات تشمل مستلزمات طبية لمستشفيات في القدس وتوزيع طرود غذائية على العديد من الأسر المقدسية وأجهزة إلكترونية لدعم التعليم عن بعد. وحظي الدعم المقدم من قبل الوكالة لفائدة المؤسسات المقدسية والمقدسيين والذي كان له الأثر الملموس في التخفيف من آثار الجائحة ، بإشادة رسمية وشعبية نظرا للدور المتأصل للوكالة في دعم الصمود الفلسطيني . وقد عبرت العديد من الشخصيات الفلسطينية في تصريحات صحفية ، عن امتنانها الكبير وشكرها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الدعم المتواصل الذي ما فتئ جلالته يقدمه لمساندة المقدسيين بشكل خاص وأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام في مواجهة كل الأزمات والمطبات التي تلم بهم وخاصة في هذا الظرف الصعب في ظل تفشي وباء كورونا الذي تستغله سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإمعان في ممارساتها العدوانية اتجاه الفلسطينيين. وتواصل الوكالة، برعاية شخصية من صاحب الجلالة ، مبادراتها الهادفة إلى التأكيد على الجذور المغربية في القدس وتثبيتها ورعايتها وتوسعتها لتكون سندا ومساعدا وحاميا للوجود الفلسطينيبالمدينة المقدس وإفشال المخططات التهويدية. كما تحرص الوكالة على إبراز الحضور المغربي النوعي في القدس ، والدي سيتعزز مع انطلاق العمل بالمركز الثقافي المغربي بالبلدة القديمة ، والذي يعد مثالا حيا على الالتزام الواضح والصريح بالدفاع عن المدينة المقدسة وعن ومقدساتها العربية والإسلامية. وقد كان لمختلف المبادرات والبرامج التي سطرتها الوكالة للنهوض بالمدينة المقدسة وتحسين أوضاع ساكنتها ، آثار على حماية المدينة والحفاظ على توازنها الديمغرافي والبيئي، في ظل التحديات غير المسبوقة التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة جراء سياسة التضييق والحصار والتهجير والتهويد والاستيطان ومصادرة الأملاك والأراضي.