أثار افتتاح الكنيسة اليهودية (صلاة الفاسيين)٬ خلال حفل نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أول أمس الأربعاء بفاس٬ ردود فعل بواشنطن اتسمت بالفخر والإعجاب٬ لما تحمله هذه المبادرة من قيم التسامح والتعايش بين الأديان٬ التي تشكل الطابع المتفرد للمملكة المغربية منذ عدة قرون.
وقال جو غريبوسكي٬ الرئيس المؤسس للمعهد الأمريكي للأديان والسياسات العمومية٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن "افتتاح هذه الكنيسة٬ الذي يمثل نموذجا للتسامح٬ يأتي مرة أخرى ليؤكد التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ بصفته أميرا للمؤمنين٬ وحاميا لحرية المعتقدات وممارسة الشعائر الدينية"٬ مؤكدا أن المغرب كان دائما "مهدا للسلام والتسامح والتعايش".
ولاحظ غريبوسكي٬ في هذا الصدد٬ أن "قيادة وتبصر جلالة الملك يتماشيان مع التقاليد العريقة والمتجذرة في تاريخ المملكة"٬ مذكرا بأن "المغفور له الملك محمد الخامس أظهر شجاعة كبيرة في معارضة قوانين فيشي٬ من أجل حماية الجالية اليهودية المغربية".
ومن جانبه٬ عبر الحاخام رافاييل بنشيمول رئيس تجمع السفارديم في مانهاتن (نيويورك)٬ في تصريح مماثل٬ عن ارتياحه لهذه "المبادرة العظيمة التي لم تفاجئني٬ والتي تدل٬ مرة أخرى٬ على العناية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس جميع المواطنين المغاربة".
وبالنسبة لشارل دحان٬ إحدى الوجوه البارزة في الجالية اليهودية المغربية المستقرة بمنطقة واشنطن الكبرى٬ فإن "افتتاح كنيسة (صلاة الفاسيين) يشكل لحظة وفاء للتاريخ العريق للمغرب"٬ معربا عن "فخره ببلده المغرب٬ وتأثره بهذه العناية الملكية".
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد وجه رسالة سامية إلى المشاركين في حفل افتتاح الكنيسة اليهودية (صلاة الفاسيين)٬ تلاها رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران.
وأكد جلالة الملك في هذه الرسالة أن "التقاليد الحضارية المتأصلة للمغاربة تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الأمة في ظل القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد التي قلدنا الله أمانتها".
وقال صاحب الجلالة إنه "بصفتنا أميرا للمؤمنين الملتزم بحماية حمى الملة والدين والمؤتمن في نفس الوقت على حرية ممارسة الشعائر لكل الديانات السماوية٬ بما فيها اليهودية التي يعتبر معتنقوها الأوفياء من المواطنين المشمولين بموصول رعايتنا وسابغ رضانا فإننا نؤكد لكم أنكم ستجدون في جلالتنا الراعي الأمين والحريص على نصرة هذه المبادئ المثلى".