عاد الأطفال إلى المدارس في تمبكتو في شمال مالي في الأول من فبراير، بعد أسبوع واحد من فرار الجماعات الإسلامية. ويقول المعلمون أن ما يقرب من نصف تلاميذ جميع المدارس فروا من شمال مالي في عام 2012، عندما سيطرت الجماعات الإسلامية على الكثير من المناطق الشمالية وأغلقت العديد من المدارس، وغيرت المناهج في مدارس أخرى، وأرسلت بعض الأطفال إلى مدارس تعليم القرآن.
وقالت كوليبالي امي دوكاري، مديرة المدرسة الابتدائية الرئيسية في تمبكتو "لا يمكنك أن تتخيل الفرحة التي شعرت بها عند عودتي إلى هذا الفصل الدراسي".
وكانت دوكاري قد رحلت عن المدرسة في شهر أبريل، عندما سيطرت جماعة أنصار الدين الإسلامية على تمبكتو.
وأكدت دوكاري أنه "من الأهمية بمكان أن ننقذ هذا العام الدراسي. سنفعل كل ما بوسعنا لتعويض ما فاتنا، حتى لو اضطررنا إلى الدراسة يوم الأحد". كما وجهت نداءً إلى جميع المعلمين الذين فروا بأن يعودوا. وقد نجحت حملة لحشد المتطوعين من معلمي المدارس الابتدائية في اجتذاب 12 معلماً حتى الآن.
وقالت أميناتا توريه، وهي طالبة في الصف التاسع "أولاً وقبل كل شيء، أشعر بأنه قد أطلق سراحي من السجن. أستطيع المشي في جميع أنحاء المدينة، ويمكنني ارتداء ما أحب. أنظر إلي، إنني أرتدي الجينز. وثاني أسباب فرحتي هو جمع شملي مع صفي وأصدقائي وأساتذتي وكتبي المدرسية. كنت أعتقد أن العام الدراسي قد فاتني ولكني سأكون قادرة الآن على الحصول على الدبلوما والالتحاق بالثانوية العام المقبل".
وقد فقد معظم تلاميذ المدارس في تمبكتو ما لا يقل عن أربعة أشهر من هذه السنة الدراسية.
وشجع مامادو مانغارا حاكم منطقة تمبكتو الآباء على القيام بكل ما في وسعهم للمساعدة في إصلاح المدارس حتى يتسنى إعادة فتحها جميعاً.
وتجدر الإشارة إلى أن الدمار لحق بالعديد من المدارس في تمبكتو وجاو، وتعرضت المناضد والمقاعد للنهب أو التلف.
وطلبت شبكة التعليم للجميع والمنظمة غير الحكومية المحلية صرخة من القلب (Cri de Coeur) شراء مكاتب ومقاعد لمائة مدرسة، فضلاً عن أجهزة كمبيوتر محمولة وأقلام، وسيتم إرسالها إلى المدارس في الشمال، كما أشار المهدي سيسيه، رئيس منظمة صرخة من القلب.
وفر نصف طلاب أكاديمية التدريس في تمبكتو، البالغ عددهم 5,000 طالب، إلى وسط وجنوب مالي أو إلى الدول المجاورة، وفقاً لمدرس هناك يدعى مامادو كمارا. وتشير تقديرات وزارة التربية والتعليم الصادرة في نهاية عام 2012 إلى عدم حصول 10 الآف طفل نازح من الشمال على أي تعليم.
وقال رئيس بلدية تمبكتو هالي مايغا أنه بالإضافة إلى المساعدة في إصلاح المدرسة، تشمل الأولويات الأخرى للمقيمين في تمبكتو إصلاح العشرات من المراكز الصحية المتضررة وجلب الوقود اللازم لتشغيل مرافق الكهرباء والمياه.
ويتزايد انعدام الأمن الغذائي في الشمال بسبب تعطل طرق الإمداد ونقص المنتجات الأساسية، وفقاً للمنظمات الإنسانية. وأشارت تقديرات برنامج الأغذية العالمي السابقة إلى إصابة 585 ألف من سكان شمال مالي، الذين يقدر عددهم بنحو 1.3 مليون نسمة، بانعدام الأمن الغذائي.