تجمع المئات من مؤيدي "بريكست"، مساء الجمعة، في ساحة البرلمان البريطاني في ويستمنستر بالعاصمة لندن للاحتفال بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان حزب "بريكست" قد دعا أنصاره للمشاركة في احتفالات الخروج مساء الجمعة أمام برلمان ويستمنستر، بينما عرض مقر إقامة رئيس الوزراء في "10 داوننغ ستريت" على جداره ساعة تشير إلى العد العكسي لموعد "بريكست"، الموافق للساعة الحادية عشرة مساء الجمعة بتوقيت لندن. وعلى الرغم من التأييد الكبير لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه كان ملحوظاً غياب الأعداد التي تعكس هذا التأييد في الشوارع البريطانية، في صورة ربما تعكس "برودة" الشعب الإنكليزي، أو ربما بشكل أدق إرهاقه من مسألة مغادرة الاتحاد. ويقول هارفي غريس، وهو أحد المحتفلين بمغادرة الاتحاد في ساحة البرلمان، ل"العربي الجديد": "نحتفل لأننا نستعيد بلدنا من جديد، ونستعيد حريتنا من جديد من منظمة استولت على ديمقراطيتنا. لم يسألنا أحد أصلاً عن الانضمام إلى هذه المنظمة. والآن بعد 47 عاماً نستعيد بلدنا ونستعيد السيطرة على كامل السلطات في بلدنا، وهذا ما نريد". وتابع غريس "لم يسألنا أحد عن رأينا في عام 1972، الحكومة حينها لم تسألنا، واستولت على حقنا الديمقراطي. كان هناك استفتاء عام 1975 في عهد حكومة ويلسون، وكان السؤال حينها هل نود أن نكون أعضاء في منطقة التجارة الحرة. والجواب على ذلك نعم. ولكن هل سألونا عن رأينا في عضوية منظمة سياسية؟ الولايات الفدرالية الأوروبية؟ كلا! لم يسألنا أحد. وهذه هي المشكلة. والآن سنستعيد حريتنا من هذه المنظمة غير الديمقراطية، والتي ستفشل في غضون 10 سنوات". أما سايمون كلير، وهو مشارك آخر بالاحتفلات فيقول "قبل ثلاث سنوات ونصف اتخذ الشعب البريطاني قراراً، والناس في ذلك المبنى (مشيراً إلى البرلمان) قضوا هذه السنوات يحاربوننا في كل خطوة من الطريق. والآن انتصرت الديمقراطية". وأضاف كلير "صوتّ لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي منذ البداية، ودائماً كنت مؤيداً لبريكست. وبالنسبة لي شخصياً لست معجباً بالاتجاه الذي يسلكه الاتحاد الأوروبي. إنه يتجه نحو هذه الدولة الأوروبية الكبرى، وأنا آسف لا أظن أن ذلك سينجح. لكل دولة ثقافتها الخاصة وتاريخها الخاص، وهكذا يسير العالم. ولا تستطيع دمجهم جميعاً في كيان واحد. يمكننا العمل سوية والدفاع عن بعض سوية والتجارة سوية، ولكن يجب أن نقوم بذلك كأمم منفصلة بدلاً من كيان واحد ضخم". من جانبه اختتم زعيم حزب بريكست، نايجل فاراج، الاحتفال على المنصة أمام البرلمان بالقول "بعد 14 دقيقة سيحدث أمر تاريخي بحق. أمر ناضلت من أجله 27 عاماً، وأمر الآلاف العديدة قد خصصوا له الوقت والمال"، وتابع "في 13 دقيقة سنغادر الاتحاد الأوروبي. لقد فعلناها. لقد حولنا مسار بلدنا. وهناك البعض ممن يقولون إننا يجب ألا نحتفل الليلة. ولكننا سنحتفل الليلة". وأضاف فاراج "هناك أمر أكيد فوق كل شيء لنحتفل هذه الليلة: السبب أننا هنا هو أن ويستمنستر أصبح منعزلاً عن شعب هذا البلد. إن الشعب يعاني من المؤسسة الحاكمة. والكاسب الحقيقي هذه الليلة هو الديمقراطية. وأنا شخص يؤمن بأننا يجب أن نكون إلى جانب أوروبا ولكن ليس الاتحاد الأوروبي". وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد دعا في كلمة ألقاها قبل ساعة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة توحيد صفوف الشعب البريطاني واستغلال الفرصة التي يمنحها "بريكست"، معتبرا أنه بداية صفحة جديدة من التاريخ البريطاني. ومع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجنّبت رئاسة الوزراء البريطانية المبالغة في الاحتفالات ب"بريكست"، في رغبة منها لتجاوز الانقسامات التي خلفتها سنوات التفاوض على الانفصال عن بروكسل، بل دعت سفاراتها إلى ألا تحتفل رسمياً بهذه المناسبة، رغم أهميتها التاريخية.