اكتشف وفد من السفراء المعتمدين بالمغرب يقوم حاليا بزيارة استطلاعية للداخلة بمبادرة من المؤسسة الدبلوماسية٬ سحر المواقع الطبيعية والسياحية وغنى الموروث الثقافي والحضاري بالمنطقة.
وزار أعضاء الوفد الدبلوماسي٬ الذي يمثل 11 دولة إفريقية وآسيوية٬ أول أمس السبت٬ كلا من "الغرد الأبيض" وفضاء الرياضات المائية "الداخلة اتيتود" اللذان يعتبران معلمتين طبيعيتين أخاذتين بامتداداتهما وتشكيلاتهما التي يلتقي فيها البحر والرمال والبحيرة الشاطئية في محيط بيئي تلفه بعض الكثبان الرملية والجبال الصغيرة.
ووسط طرق ومنعرجات غير معبدة والتواءات رملية تحتاج إلى السيارات ذات الدفع الرباعي٬ يربض الغرد الأبيض٬ وهو تل رملي يقع على بعد 45 كلم من مدينة الداخلة٬ حيث وقف فيه أعضاء الوفد الدبلوماسي على سحر طبيعة لا يقاوم خصوصا على قمة هذا الكثيب الرملي الذي لا يشبه في لونه الرمال المحيطة به أو المؤدية إليه.
وتلف هذا التل في الأسفل مياه البحر متدرجة الألوان جهة الغرب٬ ومياه بحيرة صغيرة عبارة عن "مرجة" تتعدد فيها الألوان والتكوينات جهة الجنوب الشرقي٬ ووراء كل ذلك إما مياه أو مسطحات رملية أو مرتفعات جبلية في تشكيلة طبيعية متكاملة ومتجانسة.
وبموقع "الداخلة اتيتود"٬ الواقع على بعد 25 كلم من الداخلة٬ والذي يجمع بين البعدين السياحي والرياضي٬ وقف الوفد الدبلوماسي على فضاء نجح المشرفون عليه في تثمين موارد الطبيعة بهذا الفضاء المحاذي لمكونين من الطبيعة هما "الصحراء والبحر" كما أبرز ذلك أحد أعضاء الوفد.
وتوجد بهذا الموقع٬ وفقا للمشرفين عليه٬ بنية إيوائية هامة تتمثل في أزيد من 70 من البيوتات تصل طاقتها الاستيعابية إلى 200 سرير بالإضافة إلى 12 من الخيام التقليدية٬ ويشكل فضاء طبيعيا فريدا يستقطب السياح والمولعين بمختلف أصناف الرياضات المائية.
ومن المنتظر أن يحتضن هذا الموقع في النصف الثاني من شهر مارس القادم٬ حسب المصادر ذاتها٬ بطولة عالمية في رياضة "الكيت سورف" بمشاركة نخبة من أبطال العالم وعدد كبير من ممارسي هذه الرياضة يمثلون عددا من دول العالم.
وكان أعضاء الوفد الدبلوماسي٬ صباح أمس الأحد٬ على موعد مع الجانب الثقافي والتراثي من خلال زيارة المكتبة الوسائطية ومتحف المغرب الصحراوي حيث تم الوقوف على غنى الموروث الثقافي والحضاري بالمنطقة.
وقام الدبلوماسيون بزيارة أجنحة المكتبة التي تضم٬ بالخصوص٬ ست فضاءات للقراءة٬ وتحتوي على أزيد من 23 ألف كتاب من مختلف أصناف المعرفة٬ وفضاء خاص بالمخطوطات٬ فضلا عن جناح متعدد الوسائط من أقراص مدمجة وغيرها موضوعة رهن إشارة زوار ورواد المكتبة.
وأبدى وفد السفراء المعتمدين بالمغرب إعجابا كبيرا بالمتحف الصغير للمغرب الصحراوي ومحتوياته من ملصقات مزدوجة اللغة ومعروضات بواسطة شاشة تفاعلية سمعية بصرية تمكن من الحصول على معلومات عن تاريخ المنطقة القديم والحديث وحياة الإنسان بالأقاليم الجنوبية.
وتتنوع المعروضات المرئية والصور التي تقدم دعوة لاكتشاف الزخم الثري للحياة بالأقاليم الجنوبية بعاداتها وتقاليدها ومظاهر الحياة القديمة بها٬ بدء من النقوش الصخرية والأزياء التقليدية مرورا بمنتوجات الصناعة التقليدية والمسكوكات والمخطوطات وصولا إلى مختلف أشكال التراث المادي واللامادي.
كما زار أعضاء الوفد الدبلوماسي الملعب البلدي لكرة القدم والقاعة المغطاة وثانوية للا خديجة النموذجية ووقفوا من خلالها على الجهود التي بذلت في القطاعات الرياضية والتعليمية٬ واستمعوا إلى شروح عن المنجزات التنموية التي تحققت في هذه القطاعات.