كان الجزائريون، أمس الجمعة 2 غشت على موعد آخر مع الحراك الشعبي، ورغم الحرارة الشديدة والرطوبة المرتفعة، والتعزيزات الأمنية، التي كانت أكثر من المعتاد، فقد تظاهر الآلاف من المواطنين في قلب الجزائر العاصمة للتأكيد على مضييهم في تحقيق مطلبهم الرئيسي المتمثل في "التغيير الجذري للنظام". ورغم أن التعبئة لم تكن بنفس القوة التي كانت عليها في مسيرات 5 يوليوز أو 8 مارس، لكنها كانت مهمة جدًا في ظل التداخلات التي يشهدها الظرف الراهن. وكما هو الحال في المظاهرات السابقة، قامت أجهزة الأمن بالعديد من الاعتقالات قبل انطلاق المسيرة، في وقت لم يُعرف عدد الموقوفين بسبب شح المعلومات. وبالنسبة للشعارات، فقد حافظت مسيرة الجمعة الرابعة والعشرين على نفس المضامين السابقة، وأضيف إليها شعارات تندد بلجنة كريم يونس التي لم تسلم من غضب المتظاهرين. وردد المتظاهرون شعارات "دولة مدنية ماشي عسكرية"، و"والله ما ننتخبو حتى تروحو كاع"، و"نريد الاستقلال"، و”يا انتم يا نحن لم نتوقف" وغير ها من الشعارات. غير أن ما ميز مسيرات الجمعة ال24 هو ظهور شعارات يدعوا من خلالها المتظاهرون للعصيان المدني، حيث رددوا "هاهو جاي هاهو جاي العصيان المدني"، وهو الشعار الذي حمل الكثير من المخاطر حتى وإن كان الكثير يعتبره تمهيدا لتعبئة قوية للدخول الاجتماعي. وكما في الجزائر العاصمة، خرج آلاف المتظاهرين في العديد من الولايات الأخرى على غرار قسنطينة، التي هاجم فيها المتظاهرون حزبي الافلان والارندي، وطالبوا بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور. .وكذلك الشأن كان في ولايات تبسة، وجيجل ، وخنشلة ، وسوق أهراس ، وقالمة ، والبليدة ، والشلف ، وتيبازة ، والجلفة ، ومستغانم ، ووهران ، وتلمسان ، وتيسمسيلت وتيموشنت عن موقع "كل شيء عن الجزائر" بتصرف