تعيش مقاهي ومطاعم الرباط والهرهورة فوضى كبيرة، حيث أصبحت تعيش على وقع زيادات صاروخية في الأسعار، دون احترام للميثاق المضروب مع الزبون، والمتجسد في لائحة الأثمنة، التي ما إن يحل الصيف حتى يتم إخفاؤها وترك أسعار المأكولات لمزاج صاحب المقهى أو صاحب المطعم. والغريب أن هذه الفوضى تتم في غياب تام لمصلحة زجر الغش بولاية الرباطالقنيطرة، المكلفة بحماية المستهلك، فإذا كانت الأسعار حرة فإن لوائح الأسعار ضرورة وإشهارها واجب قانونا وإخفاؤها يعتبر مخالفة قانونية تعاقب عليها المساطر المعمول بها، ولا نعرف هل المصالح المذكورة غائبة أم تغض الطرف عن ذلك. وأصبح أرباب المقاهي المنتشرة بتمارة والهرهورة، يشكلون لأنفسهم نظاما خاصا بهم في تحديد أسعار المشروبات حيث يتم رفعها حسب مزاجهم بدون اَي اعتبار للمراقبة وزجر الغش بهذه العمالة. تشكل لائحة الأسعار ميثاقا بين صاحب المقهى والمطعم والزبناء، لكن هؤلاء يخرقونه بشكل سافر، سواء تعلق الأمر بلحظات يكثر فيها الزبناء، أو حتى لو تعلق الأمر بمباراة في كرة القدم، فإن المقاهي تفرض قانونا خاصا يتعلق بالمشروبات التي يرتفع سعرها خلافا للوائح الأسعار المفروض إشهارها. ومما يدل على استفحال الفوضى في الرباط والهروهورة وتمارة هو الانتشار الواسع لمقاهي الشيشا، التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن الصحي للشباب، وتساهم في انحراف التلاميذ، والتي أصبحت مصدر غنى فاحش لكثير من أرباب المقاهي، الذين اتخذوا من بعض المآرب مكانا لاستعمالها في وقت تغض السلطة في نوم عميق.