تهنئة تازة ومعها النادي التازي للصحافة للاذاعة الجهوية بفاس بمناسبة الذكرى الخمسينية للتأسيس عبد السلام نويكة : المركز التربوي الجهوي هذه المحاولة منا،هي لتسليط قليل من الإشارات وليس كل هذه الأخيرة،مادام للمسألة/للمناسبة علاقة بما هواحتفالي أساسا،حول تاريخ الاذاعة الجهوية لفاس من حيث النشأة،وهي تحتفي بذكراها الخمسينية اوذكرىمرورالنصف قرن من زمنها الأثيري.ارتأينا في حدود جهد واجتهاد متواضع حبا منا وتقديرا لكل الاسرةالاعلامية بهذه الدارالشامخة،شموخ القرويين وشموخ فاس ككل،وهي تحتفي بهذا الموعد السعيد.ارتأينا النبش/مساءلة قليل في الأرشيف الصحفي المكتوب،اعتماداعلى ماتحفظه الخزانة العامة بالرباط في هذا المجال،في محاولة لقراءة ما اوردته بعض اليوميات حول الحدث،الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ الاعلام الجهوي وطنيا،وفي التواصل المجتمعي المؤسساتي بعاصمة المغرب الروحية.وقد كانت من الاشارات القوية حقيقة لقيمة هذا المشروع الاعلامي جهويا وبفاس تحديدا،ذلك الإشراف الرسمي لجلالة الملك الحسن الثاني على حفل التدشين،وعلى اعطاء الانطلاقة الفعلية لتشغيل اجهزة البث،كان ذلك صبيحة الثلاثاء ثاني ذي القعدة ألف وثلاثمائة وثمانين هجرية الموافق للثامن عشر من شهر ابريل ألف وتسعمائة وواحد وستين ميلادية.فكان اليوم ليس يوما اعلاميا وبامتياز فحسب،بل موعدا شاهدا ويوما تاريخيا بكل ما تحتويه الكلمة من دلالة رمزية،جاء هذا في اطار اول زيارة ملكية رسمية لفاس،بعد تولية المرحوم الملك الحسن الثاني للعرش. الوقوف على متغيرات المجتمع المغربي الحديث،مساراته،انجازاته السياسية/الاقتصادية/الاجتماعية والثقافية،في زمن مغرب الاستقلال تحديدا من هذا الاخيرعقده الاول.بحكم طبيعة فترة الستينات من حيث حساسياتها،طموحاتها في التغيير/البناء،ومن حيث كونها كذلك شكلت مرحلة انتقال بدرجة عالية من الأهمية وعلى عدة مستويات،فالى جانب رهان وفلسفة إعادة توجيه الأمور وفق الاختيارات الوطنية،كانت هناك رغبة التدبير القوية وفق المقاربة المغربية المحضة،بعد حوالي النصف قرن من الزمن الحرج للحماية.وامام تباين مصادر المعلومة التاريخية القريبة والتي يمكن اعتمادها لسبر أغوار هذا الإمتداد من ماضي المغرب القريب،في محاولة لتسليط بعض الضوء على إضافات،مبادرات ومنجزات،اعتبرت جوهرية وداعمة لهيكلة المجتمع وفي كل الاتجاهات.يبقى من الأفيد ليس فقط بالنسبة للباحثين/المتخصصين،بل كذلك الفاعلين السياسيين،الاجتماعيين،الاعلاميين وغيرهم.الانفتاح بعيدا عن اية تموقفات متسرعة،على ما يزخربه الأرشيف الصحفي المكتوب الوطني،والذي بات من غيرالرأي الوجيه تجاوز ما يحتويه هذا الأخير،من قيمة مضافة كمصدر للمعلومة،التي يحكمها في جميع الاحوال عنصرالتوثيق.وصحافة السنوات الاولى للاستقلال سواء منها المغربية اوالاجنبية،هذه الاخيرة التي استمرت بعض عناوينها في الصدور الى غاية السبعينات من القرن الماضي.ارتبطت في اهتماماتها بالاحداث العامة التي طبعت تطور المجتمع المغربي،على كل المستويات بما في ذلك الانجازات التي كانت تستهدف التنمية الاجتماعية،الثقافية وكل ما يعني أو يسهم في توسيع قيم،ثقافة التواصل والانفتاح.ولعل من القطاعات التي كانت تشغل بال الحكومة المغربية مع بداية ستينيات القرن الماضي بل منذ حصول البلاد على الاستقلال،هناك توسيع وعاء الاعلام السمعي هذا المتغير الكوني الجديد/الجاذب انذاك والاكثر حضورا وتداولا في الانشغالات الاستهلاكية الفنية/الفكرية لتحقيق المعلومة الخبرية في المجتمع،كان رهان الحكومة المغربية في ظل هذه الشروط،هوانشاء اذاعات جهوية وتحقيق مشروع تلفزة مغربية في سباق مع الزمن لجعل المغرب ثاني بلد عربي يصل هذا الرهان،والذي كان البعض يفضل تسميته بالمعجزة،بعد انذاك الجمهورية العربية المتحدة.وسعيا من المسؤولين على قطاع البريد انذاك للانتقال بهذه الاحلام الوطنية الكبرى،الى انجازات على ارض الواقع،في افق طبعا تعميم الثقافة،المعرفة وغيرها من الخدمات الاخرى،التي يمكن ان يسهم بها المدياع ومعة الشاشة الصغيرة.اقدمت الحكومة المغربية على شراء محطة التلفزة بالدار البيضاء،بكامل مرافقها وبكلفة مالية اجمالية بلغت انذاك مائة مليون فرنك.والمسألة هنا بقدر ما كانت تعني درجة الانشغال العميق بهذا الملف الاستراتيجي سياسيا واجتماعيا،بقدر ما كانت تعكس ليس فقط رغبة االانفتاح بل الانخراط في جميع ماهو حديث وموجه للحياة الجديدة،هذه الاخيرة التي تحول فيها الاعلام سواء عبرالاثير/الصوت اوالصورة،انذاك الى اداة اساسية مؤثثة للاهتمامات المجتمعة. في هذا السياق من مغرب مابعد الاستقلال،تحديدا بداية الستينيات من القرن الماضي،الفترة التي يتفق الجميع على انها كانت فترة الإمتلاء بالوعود والمواعد وبالطموحات الوطنية العميقة على كل المستويات،اقتصاد/مجتمع وسياسة،خاصة بعد صدورظهير1958للحريات العامة،في هذا السياق المفعم بالحيوية جاء مشروع إحداث المحطة الجهوية لإذاعة فاس،تجاوبا مع حجم ومكانة المدينة من الوجهة الحضارية والانسانية،واستجابة لما كانت توجد عليه هذه الاخيرة من اشعاع يضرب به المثل في الفكروالفنون والثقافة وغيرها،هذا بالاضافة الى ماتعنيه هذه الالتفاتة/انشاء اذاعة جهوية بها،من رمزية وطنية،ومن جميل الاعتبار لفائدة مدينة كان لها وقعها وموقعها العميق في الحركة الوطنية،من خلال اسهاماتها الواسعة والتي انفردت بها على عدة مستويات،بما في ذلك اسهامات الصحافة المكتوبة ذات البعد الوطني ومنذ ثلاثينات القرن الماضي،ومن خلال كذلك مبادرات ومحطات فاصلة ومؤثرة سياسيا،هذا بالاضافة الى حجم التضحيات شأنها في ذلك شأن الجهات الاخرى من المملكة. ورغبة منا في تسليط قليل من الضوء وليس كل هذا الأخير،حول تاريخ الاذاعة الجهوية لفاس من حيث النشأة، وهي تحتفل بذكراها الخمسينية اوذكرى مرور نصف قرن من زمنها الاثيري،إرتأينا النبش/مساءلة قليل في الأرشيف الصحفي المكتوب،اعتماداعلى ما تحفظه الخزانة العامة بالرباط في هذا المجال،في محاولة لقراءة/استحضارما اوردته بعض اليوميات من حديث عن الحدث،الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ الاعلام الجهوي بالمغرب المستقل،وفي التواصل المجتمعي المؤسساتي بفاس. لقد كانت حقيقة من الاشارات القوية لقيمة هذا المشروع الاعلامي جهويا وبفاس تحديدا،الاشراف الرسمي لجلالة الملك الحسن الثاني،على حفل التدشين وعلى الانطلاقة الفعلية للبث،كان ذلك صبيحة الثلاثاء ثاني ذي القعدة ألف وثلاثمائة وثمانين هجرية الموافق للثامن عشر من شهر ابريل ألف وتسعمائة وواحد وستين ميلادية.جاء هذا في اطار اول زيارة ملكية رسمية لفاس،بعدما كان جلالة الملك رحمه الله،قدتوجه بأول زيارةله بعد توليته العرش،الى مدينة الدارالبيضاء.وكانت فاس على عادتها وكما اوردت ذلك عدة يوميات بالعربية والفرنسية قد افردت لهذه الزيارة استقبالا حماسيا واسعا،كان ذلك مساء الخامس عشر من ابريل الف وتسعمائة وواحد وستين.ففي عددها378 بتاريخ 16ابريل1961 اوردت جريدة “التحرير”والتي كان يرأس تحريرها انذاك ذ.عبد الرحمان اليوسفي،ومدير تحريرها ذ.محمد البصري.اوردت مقالا في صفحتها الاولى تحت عنوان: “جلالة الملك الحسن الثاني يزور فاس زيارة رسمية”،تمت فيه الاشارة لبعض اجواء الرحلة من الرباط الى فاس، والى مستوى الترحيب الذي لقيه جلالة الملك عند الوصول الى عاصمة المغرب الروحية،من خلال مشهد اطلاق المدافع لإحدى وعشرين طلقة.نفس الجريدة وفيما يتعلق بمشروع اذاعة فاس ضمن برنامج الزيارة،وفي عددها380بتاريخ 19ابريل من نفس السنة،ورد مقال آخر تصدرهذه اليومية تحت عنوان”زيارة صاحب الجلالة للاطلس المتوسط” جاء فيه بالحرف: “...ثم دشن جلالته برفقة وزير البريد ومدير الإذاعة الوطنية مركز الاذاعة المحلية والذي تم بناؤه اخيرا”وللاشارة فقط ونظرا لما كان يحضى به جهاز المذياع من قيمة ومكانة في المجتمع،ليس فقط اعتبارا لما يوفره من خدمات ولما يقدمه من ثقافة ومعرفة واخبار،بل كذلك كمنتوج تقني جديد وجاذب للاقتناء من طرف المواطنين.فكثيرا ما كانت بعض الجرائد المغربية كما هو الحال بالنسبة ليومية” التحرير”،تخصص مساحة على صفحاتها لإشهار هذا الجهاز،مع حديث في هذا السياق عن الراديو/المذياع الذي لا يتوفر على خيط،وعن هذه الاجهزة من حيث الموجات طريقة التشغيل،الاستعمال،عددالبطاريات،الاستقبال سواء في المدينة اوالبادية. اما اسبوعية “الشعب”،التي كانت تصدر من طنجة وبخط تحرير حر حامل لشعار”في خدمة الشعب والعرش والعروبة والاسلام”من تاسيس المرحوم المكي الناصري.فقد اوردت في عددها561 بتاريخ 17 ابريل 1961 مقالا بعنوان”الرحلة الملكية الى فاس وعمالتها” تمت الاشارة فيه الى المدة الزمنية للرحلة والتي بدأت يوم السبت 15 ابريل الى 22 منه،مضيفة الى انها ستخصص جانبا هاما من العدد القادم لتسجيل اطوار ومغازي هذه الرحلة،والتي سيبقى لها موضعها المتميز في تاريخ المغرب الحديث،خاصة وانها ستكون وراء بعث وانشاء عدة اوراش ومشاريع لفائدة العاصمة العلمية فاس/في اشارة الى الاذاعة الجهوية.ونفس الجريدة انما في عددها 562 وفي مقال تحت عنوان “على ضوء الرحلة الملكية الى فاس”تمت الاشارة الى ان رحلة فاس،عاصمة القطر العلمية بتعبير اليومية،كانت مناسبة الاتصال المباشر مع علماء الاسلام ومبادلتهم الحديث المباشر حول المجتمع الاسلامي المغربي،وانه في فاس هذه المدينة العريقة/التاريخ،الى جانب ما تزخر به من فكر لصيق بالعلوم الاسلامية ومن اهتمام بالمحافظة علي الثرات،وما تقوم به من جهد لتعميمه في المجتمع المغربي،هناك مجالات اخرى حيوية تميز المدينة ويحتاج معها الامر الى مزيد من الدعم. جريدة” الفجر” هذه الصباحية الاخبارية التي كانت تصدر من الرباط والتي كان يديرها ذ.مصطفى العلوي خصصت عدة مقالات في اطار تغطيتها للرحلة الملكية الى فاس،مستحضرة مشروع انشاء الاذاعة الجهوية لفاس ضمن الاوراش الكبرى التي تعززت بها العاصمة الروحية للمملكة،ففي عددها 150 بتاريخ 19 ابريل 1961 وفي مقال بعنوان”يوم حافل لجلالة الملك الحسن الثاني بفاس”اوردت بالحرف بخصوص اذاعة فاس”..وبعد ان ودع جلالة الملك مقر الجامعة الجديد اتجه نحو البناية الجديدة للاذاعة المحلية وقد استقبل من طرف وزير البريد والبرق والتليفون..ووزير الأنباء والسياحة ومديرالاذاعة الوطنية وبعد تلاوة آيات من الذكرالحكيم والإنصات الى مختلف الأجواق الاندلسية العصرية والملحون،غادر صاحب الجلالة مركز الاذاعة الجديد،بنفس ما استقبل به من حفاوة وترحاب”.وفي عددها 151 لليوم الموالي 20ابريل من نفس السنة،اوردت الجريدة في صفحتها الاولى صورة،على درجة عالية من الرمزية والأهمية،في ذاكرة هذه المحطة الاذاعية.يتعلق الأمرهنا بحدث التدشين من طرف جلالة الملك رفقة عدد من المسؤولين الحكوميين.وتبدو في الصورة بعض من التجهيزات التقنية والفنية الخاصة بالبث والتسجيل،وقد تم إرفاق هذه الصورة التاريخية بعنوان أسفلها تضمن”جلالة الملك الحسن الثاني يدشن محطة الاذاعة الجديدةبفاس” يومية “العلم” الناطقة بلسان حزب الاستقلال،وبعد ستة عشرة سنة من الصدور.في عددها 4272 الصادربتاريخ 18ابريل1961 اوردت مقالا بعنوان”في الزيارة الملكية الى فاس”اشار فيه مراسلها الى ان المدينة ستكون على موعد مع جملة مشاريع ايجابية لفائدة المواطنين،على اثر هذه الزيارة مشيرا الى ان بعض هذه الأوراش الكبرى سيكون لها طابع ثقافي،علمي واجتماعي.وفي مقال آخر بتاريخ 21ابريل عدد4275 تحت عنوان “جلالة الملك يقول في المجلس البلدي بفاس :يجب تشييد الديمقراطية السياسية تدعمها ديمقراطية اقتصادية وعدالة اجتماعية”.تمت الاشارة الى ان جلالة الملك ارتجل خطابا استهله بالتعبير عن فرحة وجوده بفاس وتأثره بحفاوة الاستقبال،مشيرا الى مكانة المدينة في التاريخ المغربي واهميتها كعاصمة سياسية،دينية،ثقافية،واقتصادية.مضيفا ما تزخر به فاس من اشعاع ثقافي،ليس فقط في المغرب بل الخارج كذلك. ومن الجرائد الفرنسية التي كانت لسان حال المعمرين منذ فرض الحماية على المغرب،والتي استمرت في الصدور لعدة سنوات بعد الاستقلال،نتوقف عند “لافيجي ماروكان” la vigie marocaineوبالترجمة للعربية هي”الرقيب المغربي”.هذا المنبر المكتوب الناطق بالفرنسية والذي كان يصدر من الدار البيضاء،مدعوما من الحكومة الفرنسية ومن الاقامة العامة الفرنسية بالمغرب. في عددها 17878 من سنتها الثالثة والخمسين من الصدور بالمغرب،بتاريخ 14ابريل 1961،اوردت هذه اليومية مقالا في صفحتها الاولى،استهدفت من خلاله ابراز القيمة المضافة لحدث انشاء الاذاعة الجهوية لفاس،ضمن الرهانات الانمائية المحلية وسياسة اللامركزية في مغرب ما بعد الاستقلال.المقال الذي استحضر الإشراف الملكي الفعلي على عملية التدشين الرسمية،جاء بهذه الصياغة”S.M.HASSAN ΙΙ sera demain à fés ou il fera son entrée officielle,le souverain inaugurera la station régionale d'émission de la radiodiffusion..نفس اليومية الفرنسية”لافيجي ماروكان” في عددها 17882 بتاريخ 18ابريل خلال اليوم الثالث من الزيارة الملكية الاولى والرسمية لفاس،اوردت دائما حول تدشين الاذاعة الجهوية انه من الشخصيات الحكومية وكذلك المسؤولة عن قطاع الاعلام والتي كانت في الاستقبال هناك وزير البريد السيد الشرقاوي،وزيرالاعلام والسياحة السيد احمد العلوي،المدير العام للاذاعة المغربية السيد محمد المختارولد البا،ثم المهندس الرئيسي المسؤول بالاذاعة السيد عبد الحق بن كيران.وللاشارة ومن خلال مقال اوردته نفس اليومية في عددها 17885 بتاريخ 21ابريل اثناء الرحلة الملكية الاولى لفاس بعد توليته العرش،يظهر ان الحكومة المغربية الى جانب رهانها وانشغالها بإرساء دعائم الاعلام الجهوي من خلال انشاء اذاعات بمتدادات جهوية،كانت في سباق تقني مع الزمن من اجل تحقيق تلفزة مغربية منتظمة البث،وكان الحديث زمن تدشين اذاعة فاس،عن تاريخ اما نهاية 1961 او بداية 1962 للانتقال بهذا الطموح/تلفزة مغربية قائمة الذات،الى إنجاز والى خدمات عمومية على ارض الواقع. جريدة “لوبوتي ماروكان”le petit marocain والتي تدخل ضمن التجارب الصحفية الاولى المكتوبة بالمغرب على عهد الحماية سنوات العشرينات من القرن الماضي،خاصية هذه اليومية بخلاف عدة تجارب اخرى،كونها واصلت صدورها بشكل عادي بعد الاستقلال،لدرجة انها كانت ناطقة بلسان الحكومات المغربية المتعاقبة منذ اقالة حكومة عبد الله ابراهيم/1960،الا انه في31 اكتوبر من سنة1971صدر قانون مغربي وضع حدا لجميع الصحف الاجنبية بالمغرب.وطيلة فترة ما بعد استقلال المغرب كثيرا ما كانت هذه الاخيرة تستحضر الاخبار الوطنية والدولية الكبرى،انما الاكثر إثارة للرأي العام سواء في الداخل او الخارج،كما انها ظلت مرتبطة بالدار البيضاء من حيث الصدورعلى امتداد اثنان وخمسون سنة،وعلى اساس إخباري وسياسي بالدرجة الاولى.اثناء الزيارة الملكية الرسمية الاولى لفاس خصصت هذه اليومية الفرنسية تغطيات منتظمة مستحضرة كل المشاريع وبنوع من التفصيل.حفاظا على موقعها المتميز الاعلامي وعلى حجم قرائها،خصوصا وانها كانت اليومية الاكثرمبيعا في المغرب والاكثر مقروئية،وهو الامتياز الذي كان يتم الاعلان عنه في كل الأعداد.فيما يتعلق بحدث انشاء الاذاعة الجهوية لفاس اوردت الجريدة في عددها 13692 بتاريخ 14 ابريل 1961 مقالا بعنوان”fés une station d'émission de r.d.m inaugurée par s.m. Le roi” كل المقالات التي صدرت على صفحات الجريدة كانت معززة بالصور وبعناوين كبرى،وهو ما يعني ليس فقط التجربة الصحفية والخبرة في هذا المجال،بل اخدها بعين الاعتبار لعنصرالاثارة،لفائدة القراءوتجاه الراي العام.ومن خلال هذا العنوان”Première émission de Radio Fès “تحدثت الجريدة في عددها 13697بتاريخ 19 ابريل 1961 عن اجواء استقبال جلالة الملك اثناء تدشين الاذاعة،حيث تم استقباله بباقات الورود،وبالثمر والحليب على الطريقة المغربية الاصيلة،من طرف فتاتين كن يلبسن القفطان المغربي المنبت بالذهب.كما تم استقبال جلالة الملك والترحيب به في قلب الاذاعة على ايقاع الطرب الاندلسي،وعلى ايقاع كورال جمعية الإنبعاث،حيث تم اعطاء الانطلاقة الرسمية للبث،وذلك بالضغط على زر التشغيل.هذا الحدث الاعلامي الجهوي الكبير بفاس استحضرته الجريدة في عددها 13698 بتاريخ 20ابريل من نفس السنة،من خلال صورة كبيرة على الصفحة الاولى لليومية،يظهر فيها جلالة الملك وهويحرك الزرالخاص بجهازالارسال الاذاعي/émetteur،وكانت هذه الصورة مرفوقة بتعليق في الموضوع،تضمن ان المشروع يأتي في اطارمجهودات الحكومة المغربية لإرساء اللامركزية في هذا المجال الحيوي. وفي اطار دائما تاريخ وحدث انشاء الاذاعة الجهوية لفاس من اليوميات المكتوبة الناطقة بالفرنسية والتي واكبت العملية نتوقف عند جريدة”صدى المغرب”l'écho du Maroc “والتي ملأت تقريبا كل زمن الحماية بل امتدت الى السنوات الاولى من ستينات القرن الماضي،كانت من اقدم اليوميات الصباحية بالمغرب.فيما يتعلق بحدث فاس الجوهري في تاريخ الاعلام الجهوي العمومي،اي تحقيق اذاعة محلية.فقد استحضرته”صدى المغرب”من خلال تغطيات خاصة بدأ الاشتغال عليها منذ الاسبوع الاول من ابريل 1961 والى غاية نهاية الرحلة الملكية الرسمية لفاس،ففي عددها 17131 بتاريخ 6 ابريل اشارت اليومية الى بعض المشاريع الهامة والتي سترى النور بالعاصمة العلمية للمغرب،والتي طبعا سيكون من جملتها إحداث اذاعة جهوية.وفي مقال آخر تصدر العدد 17140 بتاريخ 15 ابريل اوردت الجريدة هذا العنوان بحروف بارزة”21 coups de canon salueront “aujourd'hui l'entrée officielle à fes de s.m.hassan ΙΙ “وكان الحديث عن الاذاعة الجهوية لفاس من خلال هذا العنوان المثير والجاذب،الذي اوردته في عددها 17144 بتاريخ 19ابريل”s.m.hassan ΙΙ a doté fés d'une maison régionale de la radio” كان بودنا ان نضيف مزيدا من العناوين الصحفية المكتوبة،اليومي منها الاسبوعي اوالنصف شهري،والتي كانت تصدر زمن حدث تدشين الاذاعة الجهوية لفاس.وذلك لإبراز درجة العناية التي توجهت بها الصحافة المكتوبة ليس فقط تجاه هذا المشروع الجهوي،الذي تمكن من بلوغ حصيلة النصف قرن من الاشتغال،وبالتالي شرف أحقية واستحقاقية الاحتفال بالذكرى الخمسينية،خاصة وانها بعد نصف قرن من الإسهام والتأمل،كانت وراء مجد اعلامي سمعي جهوي،يشهد به وله كبار المثقفين والاعلاميين المغاربة،كبار الاسماء في مجالي الابداع والفن الأصيل منه والحديث.وتكفي الاشارة فقط الى ان معظم الذين اثثوا الزمن الذهبي للاغنية المغربية خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت مدرستهم الاولى دار الاذاعة الجهوية لفاس،والتي كان لها الفضل ليس فقط في الكشف عن مواهب الكثير بل في تعبيد الطريق للكثير،ويكفي الوقوف على دخيرة ما تحتويه الخزانة الفنية وارشيف هذه الاذاعة الشامخة من تسجيلات نادرة لأجمل وأروع ما أغنى به السلف الخزانة المغربية في مجال الطرب والغناء بكل الوانه واصنافه.كان الهدف من هذه الالتفاتة المتواضعة،هذا المقال بالمناسبة ليس فقط تسليط بعض الضوء على حدث تدشين هذه الاذاعة منذ الخمسة عقود بالتمام والكمال،من خلال نماذج من الصحف عن الأرشيف المغربي. بل كذلك ابراز تميز الحدث في حد ذاته من خلال مساحة وقيمة التشريف والاشراف الملكي الفعلي.لتكون بذلك المحطة الجهوية الاذاعية الوحيدة وطنيا،والتي حضيت بهذا الاعتبار،الذي شكل ولايزال عنوانا للفخر والاعتزازعند كل الاسرة الاعلامية المقتدرة العاملة بالمحطة،وكذلك جزء معبرا من التاريخ ومن الرأسمال الرمزي المعنوي،في ذاكرة دار زنقة البريهي بفاس. تنبيه عام : لا يسمح باقتباس الماددة الا بذكر المصدر