يومية الخبر الجزائرية : عاطف قدادرة رصدت قبائل صحراوية جزائرية تنتمي للتوارق، خمس كتائب مسلحة مقربة من العقيد الليبي معمر القذافي، أفرادها من دول إفريقية وهي تتحرك في عمق الصحراء الليبية نحو حدود النيجر بالقرب من الحدود الجزائرية، وأفادت مصادر ”الخبر” بأن التحركات في صحراء ليبيا تتم نحو النيجر بالنسبة لمقاتلي ”التوارق العائدين”، في حين تنقل مركبات وأسلحة نحو مناطق ”أخاليل” و”كيدال” في الشمال المالي. وأفاد أعيان قبائل بأن مجموعات من التوارق المتمرسين على الحدود الجزائرية الليبية، رصدوا تحركات مشبوهة لقوات تحمل أسلحة وهي تتحرك في الصحراء الليبية وهي تتجه نحو حدود النيجر على مسافات غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ولفتت إلى أن قبليين جزائريين تعرفوا على القوات وتعدادها، إذ تبين أنها خمس كتائب مسلحة كانت تدافع عن الزعيم الليبي معمر القذافي قبل تهاوي حكمه وفراره من طرابلس، وتتشكل من ”توارق عائدين” أغلبهم من النيجر ومالي، لكنهم في طريقهم نحو حدود النيجر. وتتشكل الكتائب الخمس، من سيارات رباعية الدفع ”ستايشن”، وعلى متن كل واحدة بضع مقاتلين يحملون أسلحة مختلفة الأحجام، وتشير مصادر ”الخبر” إلى أن المقاتلين ربما لم يتقدموا أصلا نحو الشمال الليبي، حيث كانت تدور رحى الحرب بين قوات المعارضة وأتباع القذافي، وهي على الأرجح كانت تنتظر مصير المعارك في مدن جنوبية ما يترتب عنه معرفة مصيرها إما بالبقاء أو المغادرة. و”التوارق العائدون” زودهم القذافي بهويات ”بطاقة عائد” لكنه منع عنهم الجنسية، بعد أن جلبهم إلى منطقة ”أوباري” بالخصوص، حيث استقدموا في سنوات سابقة من النيجر والمالي وظلت القيادة الليبية السابقة تنظر لهم كمواطنين من الدرجة الثانية على اعتبار أنهم لا يتمتعون بنفس الحقوق في مقدمتها الجنسية، ويخشى ”التوارق العائدون” أن تطالهم حملات الاعتقال أو الانتقام من المجلس العسكري للثوار أو حتى من الليبيين العاديين. وأفاد الأعيان بأن القبليين شاهدوا الكتائب المسلحة وهي تستعمل سيارات رباعية الدفع عليها ترقيم ليبي تتوجه نحو حدود ليبيا مع النيجر، وتحمل أغلب تلك المركبات إما ترقيم ”سبها” أو ”أوباري”، والأولى هي أكبر وأهم المدن في الجنوب الليبي، في حين الثانية تعتبر موقعا رئيسا لتجمع توارق النيجر ومالي. وشرحت المصادر طبيعة الحركة التي تشهدها مسالك في عمق الصحراء الليبية، فذكر أن المقاتلين التوارق يغادرون حاليا نحو تجمعات في جبال النيجر، حيث إحدى الوجهات المفضلة للفارين أو الغانمين من الحرب الليبية من الفصائل المسلحة المحملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، في حين تشهد منطقتا ”أخاليل” و”كيدال” عمليات تهريب لأسلحة ومعدات وسيارات، وهنا تكشف المصادر أن بعض القيادات السابقة في التمرد التارفي ضد نظام توماني توري في مالي، انحازت لعمليات جمع للسلاح بمن فيهم إبراهيم أغ باهنغا الذي قتل أول أمس في ظروف غامضة. وتقول المصادر إن محور ليبيا-النيجر-مالي، عرف حركة كثيفة للسلاح والسيارات والعتاد، تعود لفترة أربعة أشهر فارطة، جزء منها وصل بين أيدي متمردين سابقين وأجزاء أخرى بيعت لتنظيم إرهابية في الساحل الصحراوي وفي نيجيريا جنوبا.