مرة أخرى يتأكد لدى المتتبع للشأن المحلي بتازة، أن الأغلبية المسيرة للمجلس الحضري بتازة تعيش حالة من التفكك مع غياب رئيسها عن أشغال دورات المجلس البلدي، بهذا المعطى و غيره، أعلن بعد ساعة من انتظار نتائج الاتصالات الهاتفية و الاستعطافات الشخصية، عن تأجيل دورة اكتوبر من السنة الجارية، المقررة انعقادها اليوم الثلاثاء لعدم اكتمال النصاب القانوني حسبما أفصح عنه النائب الثالث للرئيس الذي كلف نفسه عناء الاعلان عن تأجيل دورة متحكم في مصيرها من خارج المملكة، دون أن الإشارة عن عدد الحضور من الغياب في ظل الكراسي الفارغة (الصورة) أو التذكير بما ينص عليه الميثاق الجماعي في مثل هذه الحالات.
بين الاعلان المحتشم و الذي لم يتجاوز الثلاثون ثانية و الحضور/الظهور الرسمي للباشا المدينة الجديد، تبقى أسباب غياب بعض الأعضاء بعينهم مجهولا، و إن كانت بعض التعليقات المستملحة و المستقاة من ردهة باب قاعة الاجتماعات لا تخلو من الجدية و من بعض الإشارات التي تصب في اتجاه حصر أسباب التأجيل في نقطتين:
* جدول أعمال ملغوم: حيث أن اتخاذ القرار في بعض النقط من شأنه إحراج بعض الأعضاء من المكتب المسير في غياب الرئيس، الذي دأب على ترأس مائدة عشاء تسخينية ليلة ترأسه لدورة مجلس و بالتالي عدم اكتمال النصاب القانوني يرفع المسؤولية عن بعض الموالين و يفتح بابا لتعميق النقاش مع الرئيس في الصيغ الممكن انتزاعها من العدالة و التنمية للمصادقة على النقطة الخامسة مثلا، خصوصا و ان بعض التقارير الاعلامية ليلة الدورة أشارت ان المحامي المستقبلي للجماعة يحمل لون الحزب الذي حضر اليوم مدججا بأعضاء مكتبه المحلي المنتخب يوم الاحد و بآلته الإعلامية عكس العادة.
* غياب عضوي مكتب مسير، أحدهما مرشح لترأس الدورة، كشف أن لمناسبة عيد الأضحى في السياسة توابع إن لم يتم ترضيتها تحل الزوابع، بشائرها تأجيل الدورة لعدم اكتمال النصاب القانوني، ووضع رئيس الجماعة أمام صيغة ترأسها شخصيا داخل آجال 15 يوما من تاريخ التأجيل، و هو ما قد يتحاشاه الرئيس لطبيعة بعض النقط محل المصادقة، كما كشف أن حضور بعض أعضاء الطبقة البورجوازية من شأنه إحراجهم أمام أمثالهم من الكادحة من جهة، و فيما بين الأعضاء عامة أمام المواطنين ذوي الولاءات للون السياسي للرئيس.
من كواليس تأجيل الدورة كذلك، يظهر جليا الإنزال القوي لحزب العدالة و التنمية سواء بأعضائه الخمسة في غياب جمال مسعودي، أو اعضاء الحزب و الشبيبة، كما يمكن ملاحظة الحضور المبكر للباشا الجديد و محاولته التواصل مع الأعضاء و رؤساء الأقسام عكس سابقه، حضور أحد أعضاء المعارضة منفردا فؤاد الحلواط يؤكد ما يتداوله السياسيون بكون فريق المعارضة المكونة من ثمانية أفراد يعيش أزمة داخل صفوفه إذ من المنتظر أن ينسحب منه عضوين، الغياب المستمر لبعض الأعضاء من الاغلبية يفتح قوس التساؤل إلى متى سيتم تطبيق بنوذ الميثاق الجماعي؟