تازاسيتي * أعلن عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية أن حزبه لم يأت ليحكم رغما عن الإرادة الملكية، بل جاء ليحكم معها، مؤكدا أن العاهل المغربي الملك محمد السادس هو رئيس الدولة المغربية "ولن نبني علاقتنا مع جلالته على التنازع فهذا غير وارد".
وشدد ابن كيران على القول، في حديث شامل خص به صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في الرباط، وهو الأول من نوعه منذ منح البرلمان الثقة لحكومته يوم الجمعة قبل الماضي: "نحن جئنا لنعمل في إطار التوافق مع جلالة الملك وليس في إطار التنازع، فالتنازع أمرنا الله أن نتركه".
وذكر رئيس الحكومة المغربية أن مساندة الملك محمد السادس شيء رئيسي ومهم في الحياة السياسية بالمغرب، وقال: "إنه يتصل به كلما كانت هناك حاجة إلى ذلك من جهته أو جهتي.. وهو غاية في اللطف"، وأضاف قائلا: "إن الملك محمد السادس لديه مرتبة خاصة في قلبه مثله مثل باقي المواطنين المغاربة".
اما عن احداث تازة فقد أكد "أحداث تازة ليست هي أحداث مدينة سيدي بوزيد التونسية؛ فأحداث تازة تتعلق بمجموعة تتكون من ستة معتقلين متابعين من أجل أسباب واضحة، طبعا الأهالي يطالبون بإطلاق سراحهم، وما دامت مطالبهم تتم في إطار قانوني وسلمي فلا مشكلة في ذلك. هذه مرحلة تمر منها الأمة كاملة. فإذا كانت مصر الشقيقة يموت فيها العشرات بسبب مباراة كرة قدم، فإن المغرب والحمد لله لا يعرف هذه الظاهرة، وبالتالي على بعض الجهات السياسية أن تمضي قدما في اتجاه حفظ الأمن. فمن سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها. ولهذا يجب على البعض أن يعودوا إلى رشدهم قليلا".
مضيفا إن إن الحكومة عازمة على أن تتحمل مسؤوليتها كاملة لا فيما يخص معالجة الإشكاليات الاجتماعية والطارئة فحسب، فالاختلالات قد تقع في أي وقت، ففي تازة مثلا توصل السكان بفواتير الماء والكهرباء تتعلق بمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، وهي مشاكل تتطلب نوعا من الاتصال المباشر لا فيما يخص معالجة الإشكاليات المستعجلة ولا فيما يخص معالجة الإشكاليات على المدى الطويل مثل التعليم والسكن والصحة حتى لا تبقى رخصة السكن امتيازا، والشغل امتيازا أيضا، فكل هذه الأشياء سنضع لها حدا بحول الله، وسنرسخ قواعد التعامل مع المواطنين بطريقة تأخذ بعين الاعتبار المعايير والمقاييس الضرورية، ولا أقبل أن يقول لي أحد بضرورة التوظيف المباشر والفوري هذا أمر غير ممكن، هل بإمكاني أن أوظف المغاربة كلهم؟ هذا غير معقول، ولكن الوظائف التي وفرتها الدولة هذا العام وعددها كثير إذ تجاوزت 26 ألف وظيفة سيتم توزيعها بطرق قانونية واضحة. ولكن في الوقت نفسه سنطبق القانون، والدولة من حق المواطنين عليها أن يشعروا بأنها موجودة، وأن لها هيبة حتى تكون الأمور واضحة".
مؤكدا أن مرحلة الحالية هي مرحلة النوايا الحسنة، لكن "الإخوة في جماعة العدل والإحسان يقولون إن هذه الأشياء لا فائدة ترجى منها، وربما يذهب البعض منهم في اتجاه تأجيج الأوضاع، وأنا تألمت كثيرا لوفاة ذلك الشاب المنتمي للجماعة، الذي احترق رغم أنه لم يكن ينوي حرق نفسه، ذلك أن أحدهم اشتعلت فيه النار خطئا فحاول الشاب الذي لقي حتفه إنقاذه فاندلعت النار في جسده. فمنطق التأجيج ومحاولة الركوب على الإشكاليات الاجتماعية الموجودة في المجتمع والتي جئنا إلى الحكومة بسببها لكي نعالجها هي أشياء غير مقبولة"
وأغتنم بنكيران المناسبة لتوجه رسالة الى جماعة العدل والإحسان مفادها " أنه لا يجوز اللعب بالنار من سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها" والآن على كل ذوي النوايا الحسنة أن يقدموا يد العون لتجاوز هذه المرحلة، وإذا لم يستطيعوا فعل ذلك فليستكينوا للهدوء وليمنحوا الحكومة وقتا، فهي لم تكمل بعد أسبوعها الثاني، ولقد رأينا صحيفة محترمة تكتب قائلة إن ابن كيران يتراجع عن وعوده الواحدة تلو الأخرى. فهل هذا معقول"؟ وأضاف: "الإخوان في الجماعة يتكلمون عن الاستبداد منذ 30 سنة.. ونحن نؤمن بدخول المعترك والقيام تدريجيا بالإصلاح، فهل الانتظار سيزيل الاستبداد أم لا؟".
وأكد ابن كيران أن الناس الذين يستهدفون حكومته هم أولئك الذين كانوا يشتغلون بطريقة غير مشروعة في ما سبق، ولا يمكن أن نتصور أنهم سيستسلمون، داعياً العقلاء إلى أن يتعاونوا للتغلب على هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا حتى يصبح المغرب دولة تنظر إلى المستقبل باطمئنان ، وأخيراً قال: "عبد الإله ابن كيران هكذا خلقه الله.. فهل تعتقد أنني سأتغير في هذه المرحلة من عمري؟".