إنها حكاية مصممة مغربية شابة تمكنت عبر التعلم والممارسة والمثابرة أن تصقل موهبتها وتطور مهنيتها وكفاءتها لتصنع لنفسها موقعا في عالم الموضة الخاصة بفستان العروس بالعاصمة مدريد وتحقق نجاحا كبيرا وإن كان ليس قمة الطموح الذي يحركها للمزيد من التألق. وتشعر سمية أقبيب التي ولدت في مدينة طنجة وتعيش في مدريد بالزهو والافتخار عندما تتحدث عن علامتها التجارية ( سمية نوبياس ) وعن محلها التجاري الذي يتواجد بحي راقي وسط العاصمة مدريد ( سلامانكا ) وكذا عن زبنائها وعملائها الذين لا يخفون شعورهم بالدهشة والانبهار حين يجدون في قلب مدريد فساتين وأزياء العروس بلمسة مغربية أصيلة . ولن تجد في محل هذه العلامة التجارية ( سمية نوبياس ) فقط فساتين العرائس وإنما أيضا فساتين للسهرة وملابس وأزياء بمقاسات وتصاميم متعددة ومتنوعة تبهر الزوار وتكشف عن الخبرة التي راكمتها هذه الشابة التي تعيش وتشتغل بمدريد منذ 13 سنة بعد أن تخلت عن دراستها الجامعية وانجذبت لعالم الموضة والأزياء . لقد انطلقت رحلة سمية أقبيب في عالم الموضة والأزياء كمصممة من مدينة طنجة التي تلقت فيها دروسا مسائية في الموضة والتصميم موازاة مع دراستها قبل أن تقرر تكريس نفسها لشغفها بالأزياء والموضة وتنغمس في هذه الحرفة التي قادتها لبضعة أشهر إلى باريس عاصمة الموضة ثم إلى مدريد حيث قررت الاشتغال والاستقرار . تقول سمية أقبيب في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن عالم الموضة كان يثيرها منذ الصغر كما أن البحث عن الجمال وعن الأصالة والفن وتضمين مختلف هذه التفاصيل والجزئيات في الأزياء والملابس يشكل بالنسبة لها شغفا يوميا وسعيا مستمرا لتحقيق الأفضل مع ميلها للأنماط الكلاسيكية بإضافات جديدة ومبتكرة . وتؤكد أنها " تسعى دائما إلى تقديم الجديد مع لمسة شخصية تعكس هويتي لأنني مغربية وأفتخر بمغربيتي كما أنني على اتصال دائم بالثقافة الغربية بكل مكوناتها وهذا المزج والتراكم هو الذي يعطي في النهاية لمسات جذابة ومبتكرة في التصاميم التي أضعها " . كما أن لسمية هواية أضحت مع مرور الوقت مهنة تتقن تفاصيلها وجزئياتها وهي صناعة وابتكار القبعات الإنجليزية التي تشكل بدورها مجالا لممارسة الإبداع والابتكار الحقيقي حيث لا تتردد في إدخال واستخدام التقنيات ومواد الصناعة التقليدية المغربية في هذا المنتوج الذي يحمل علامتها التجارية . وبتواضع تتحدث هذه المصممة الشابة عن النجاح الذي حققته علامتها التجارية التي أطلقتها قبل خمس سنوات فقط حيث أضحى على قائمة عملائها وزبنائها العديد من الإسبانيين والبريطانيين والإيطاليين ليس فقط المشترين العاديين وإنما حتى من المشاهير . واعتمادا على علاقاتها وكذا موهبتها في مجال الخلق والإبداع تجتهد سمية للبحث عن الأفضل وعن المزيد إذ أنها كما تقول لا تقتصر فقط على إبداع الأزياء والفساتين ولكنها تتعدى ذلك إلى لعب دور التقريب بين الثقافات عبر الموضة والمساهمة في التبادل الثقافي من خلال الأزياء والملابس بين المغرب من جهة وإسبانيا وأوربا والعالم العربي من جهة ثانية . ولتحقيق هذه الغايات تنظم سمية في ورشتها الخاصة عروضا للأزياء وتركز بالخصوص على القفطان المغربي وذلك للتعريف بخصائصه ومزاياه وبالتالي تسليط الضوء عبر هذا الزي الراقي والمعروف على غنى الموروث الحضاري والثقافي المغربي في مجال الأزياء وكل مكونات فن العيش التي برع فيه الأجداد منذ قرون " لم أرغب أن أقف عند التصميم والموضة ولكن تجاوزت ذلك إلى الإسهام في الإشعاع الثقافي والثقافي والتعريف بعالم الموضة والأزياء المغربية " . وتحاول سمية أن تعكس هذه الرغبة وهذا الإلحاح في التعريف بالزي المغربي على أرض الواقع من خلال مشاركتها في العديد من الأنشطة الخاصة بعروض الأزياء التي تحضرها أو تساهم في تنظيمها كما في الطبعة الأخيرة من أسبوع الموضة " باساريلا إسبانيولا " الذي نظم خلال شهر أبريل من السنة الماضية والذي تكلفت خلاله بالإشراف على تظاهرة ( اليوم الدولي ) بحضور وازن للقفطان المغربي . وكاعتراف بجهودها في مجال الموضة والأزياء حظيت سمية أقبيب السنة الماضية بشرف التوشيح بالميدالية الذهبية للصورة التي تمنحها الجمعية الإسبانية للمهنيين في مجال الصورة وكذا جهة مدريد كما تم اختيارها ضمن لجنة تحكيم مسابقة ملكة جمال إسبانيا . كما يتم استدعاؤها بصفة دورية للمشاركة في الأنشطة المتعلقة بالموضة والأزياء التي تقام بالمغرب خاصة بمدينة طنجة التي حظيت فيها بتكريم خاص كسفيرة للثقافة والخبرة المغربية في مجال الموضة والأزياء بأوربا وهي اللحظة التي تقول إنها لن تنساها أبدا لأنها تشكل " اعترافا من بلدها المغرب على المجهودات التي تقوم بها في مجال التعريف بالتقاليد والعادات المغربية في في الموضة والأزياء " . وقد دفعها هذا الاحتفاء وكذا التكريم الذي حظيت به سواء في إسبانيا أو المغرب إلى مواصلة إصرارها على التفوق والدخول في تحدي جديد يتمثل في تنظيم حدث كبير يومي 3 و 4 ماي المقبل يلتقي فيه الشرق بالغرب في العاصمة مدريد وبالضبط بالقاعة الشرفية لملعب ( سانتياغو بيرنابيو ) تحت شعار " أزياء عربية إسبانية .. مدريد 2018 " تريده أن يكون حدثا ثقافيا وسياحيا دوليا بامتياز يجمع بين المصممين والمهنيين والمتخصصين في مجال الموضة والأزياء من إسبانيا والمغرب والعالم العربي. ولرفع هذا التحدي أحدثت المصممة المغربية جمعية ( أنتير كولتوراس ) بهدف دعم وتعزيز العلاقات بين مختلف الثقافات وجعل هذا الملتقى الدولي الذي سينظم في ماي المقبل فضاء للتلاقي والحوار بين الثقافات والشعوب حول كل ما يتعلق بالموضة والأزياء وفن العيش. وقالت إن هذا الحدث الدولي الذي سيحظى بتغطية إعلامية واسعة سيعرف مشاركة أسماء مشهورة في عالم الموضة والتصميم بإسبانيا ككارمن لومانا جامعة التحف المعروفة بإسبانيا لما تمتلكه من تشكيلات في مجال الأزياء والمصممين أغاثا رويز ( برادا ) وفرانسيس مونتيسينوس بالإضافة إلى مصممين عرب معروفين . وأكدت أن هذه المناسبة ستشكل مرة أخرى فرصة لتسليط الأضواء على الموروث الحضاري المغربي في ميدان الأزياء وإبراز اللمسة المغربية الأصيلة مع تحفيز الطاقات الشابة التي انخرطت في هذا الميدان وتشجيعها على مواصلة المشوار في هذا العالم الذي يظل مفتوحا على النجاح والتألق بشرط المثابرة والعمل والتسلح بالموهبة وروح الابتكار لتحقيق الذات.