سينظم حفل افتتاح مهرجان الطقطوقة الجبلية يوم الجمعة مساء. وشخصيا، ورغم أن الظروف قد لا تساعدني لأحضر، فإنني سعيد جدا بهذه المناسبة. لأن مدينة طنجة هي الوحيدة التي تمر بها مئات المهرجانات دون أن يمثل أي مهرجان سكانها الحقيقيين. مهرجانات دولية ووطنية، لا يحمل أي واحد منها رائحة طنجة هذه المرة، أعتقد أن الأوان قد جاء ليكون لدينا مهرجان أو مناسبة طنجاوية مئة في المئة لنحتفل فيها بالطقطوقة والعيطة.. شيحاجا ديانا مية في المية!! مثلكم جميعا، يحدث أن أستمع للأغاني الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، لكنني لا أشعر بالراحة والمتعة الحقيقية إلا وأنا أستمع إلى الأنغام الطنجاوية برائحة البحر، برائحة أسنان طنجة الذهبية، برائحة الحافة، برائحة تاريخ طنجة المجيد. بتلك البحة الجميلة في صوت العروسي أو السريفي، وبالحروف التي تخرج حادة أكثر من اللازم كالشين التي تبدو سينا والجيم التي تبدو زينا: طنزة ( طنجة)، السواري (الشواري). بكل تفاصيلها، عاشق أنا لكل الألحان والأنغام الطنجاوية، الجبلية خصوصا، طقطوقة كانت أو عيطة أو جهجوكة... أنا لا أتعمد ذلك. لكن بمجرد ما أسمع الطقطوقة مثلا أشعر بشيء داخلي يتحرك، بتاريخ ما يأتي إلي ماشيا على قدمين. أتخيل طنجة في الستينات، في السبعينات. أتخيل جداتنا وأمهاتنا بالشاشية والكرزية. آباؤنا وأجدادنا بتلك الرزة و الجلاليب القصيرة.. الحلاوة بالروح! يجب أن نفهم أننا إن لم نحيي تراثنا بمثل هذه المبادرات فسنجد أنفسنا يوما ما بدون هوية تماما، وبدل أن نتحدث عن أنفسنا سنتحدث عن الآخرين كما نفعل الآن بالضبط ونحن نهتم بأخبار عمرو دياب ومهند وجينيفر لوبيز وغيرهم ... أنا عندي حاجي السريفي حسن منوم كاملين!!! فعلا، أنا من مواليد أواخر السبعينات، أي أنني بالكاد أدركت في طفولتي آخر ما تبقى من جمال طنجة في فترة الثمانينات قبل أن يحولوها إلى عجوز هرمة مليئة بالحمقى والمجرمين والمتشردين، وقبل أن يحولوا بحرها وشاطئها الذهبي إلى مستنقع ملوث. لكنني، رغم كل هذا، لازلت أشعر بروح طنجة، بأعماقها، بجمالها الخفي... كايمشي الزين وكايبقاو حروفو! أريد أن أشكر بشدة جمعية أجراس للتنمية والثقافة، وأن أشد على أيديهم وأهنئهم على مجهودهم الطيب جدا والذي سيشكرهم عليه آلاف الطنجاويين الذين سيستمتعون بأمسيات وليالي الطقطوقة. شكرا مجددا وموعدنا جميعا على أنغام : آلحبيبة يا طنجة.. غي نشوفك كانتفاجا... آلحبيبة يا طنجة !!! عبد الواحد استيتو/ رئيس التحرير [email protected]