غنى فأطرب..أرخى كلمات قصائد وأغاني انسابت بصوته العذب أمام جمهور طلابي غفير، غصت به قاعة الملحقة الأولى لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، بالنظر لتوافد المئات من مختلف المؤسسات الجامعية بطنجة وتطوان لحضور الأمسية الختامية لفعاليات الأيام الثقافية الطلابية بكلية الحقوق. الفنان رشيد غلام، وخلال هذه الأمسية قدم باقة من وصلات غنائية متنوعة سواء تلك التي تمثل جوانب من إبداعه الفني الغزير، أو تلك المستوحاة من المأثورات الصوفية الخالدة، تفاعل معها الجمهور الغفير بالترديد والتصفيق، خاصة عندما أطلق العنان بأداء ملحمة "طالع" التي تخلد لمجزرة ميدان "رابعة العدوية" بالقاهرة من طرف سلطات الانقلاب العسكري في مصر. وكلما رفع غلام خامة صوته القوية، كان يهز القاعة بتصفيقات الجمهور الطلابي العريض، الذي لم يزدد إلا تجاوبا مع مختلف هذه الوصلات التي تحمل مضامين متعددة، بدء من التغني برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناجاة الله تعالى، انتهاء بمواضيع تمجد الثورة وحق الشعوب في التحرر من طغيان الاستبداد والظلم. وعن سياق إحيائه لهذا الحفل الفني بفضاء كلية الحقوق بطنجة، قال رشيد غلام ضمن تصريحات لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، أن وجوده في هذا المكان لا يعني انفتاح الدولة، التي وصفها ب "المخزنية" على مختلف فعاليات وتيارات الشعب. واعتبر الفنان العالمي أن إحيائه لهذا الحفل الفني بكلية الحقوق في طنجة، أو الحفلات التي أحياها في مؤسسات جامعية بمدن مغربية من دون تسجيل أي حالات منع، مرده إلى تفادي "المخزن" لأي مشاكل مع الطلبة. ويعتبر الفنان رشيد غلام، المولود بمدينة الدارالبيضاء سنة 1972، من محترفي الفن والإنشاد الدينيين، احترف الفن منذ نعومة طفولته، وغنى في كبريات المحافل الفنية العربية والدولية، رفقة كبار الفنانين العالميين. وتتسم علاقة الفنان رشيد غلام مع السلطات المغربية، بحالة من التوتر، بسبب انتمائه وتبنيه لمواقف جماعة العدل والإحسان المحظورة، حيث تم منع عدة أنشطة فنية كان من المقرر أن يتولى تنشيطها. كما تعرض لعدة متابعات قضائية في قضايا مختلفة، كان خلالها يحظى بمؤازرة أعداد كبيرة من المحامين.