ما أثارني غالبا عند تحريك محرك البحث "غوغل" والبحث عن كلمة مضافة إلى اسم الله تعالى، ظهور مواقع تنصيرية للإشهار تُعلم في واجهتها بتسهيل المساعدة وفتح باب الأمل وتقريب العباد من الله، وتنشد المحبة وغيرها من وسائل الخلاص في نظرها التي تجعلها أساس دعوتها في اعتناق المسيحية. ومما خُطّ في الواجهة كلام شأنه ليس إلا الجناية على الذات الإلهية بنسبة الولد وما لا يليق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وسرد نصوص وصلوات ترشد قارئها إلى طريق الهدى وغير ذلك وقد اطلعت على الوبال المؤسس على خبال في العقيدة والفكر، ووجدت أسفله كتابة تعليقات أو تساؤلات فكتبتُ: هل ما زلتم قادرين على نشر هذه الترهات ومعالم العقيدة الفاسدة، بعد ما دلت البراهين النقلية والعقلية وبقوة الآن في مظهر الإعجاز العلمي والغيبي وغيره على حتمية التوحيد الخالص المنبيء عنه النظر في الوجود والموجود أفلا تعقلون. إن غياب المصدر بعد انحراف العقيدة عين الضلال، فمن أين تستقون مباديء عقيدتكم التي حرفتم كتابها ودلستم نصوصها، ويكفي أن المسيح عليه السلام أبرأ مما تنسبونه إليه وسينزل في آخر الزمان متبنيا خاتمة الرسالات ومعتنفا ملة النبي صلى الله عليه وسلم . إن مجال العقيدة يحتاج إلى بناء رصين متماسك حتى تتماسك الدعوة وتحصل الاستجابة وهذا ما لا وجود له عندكم ولهذا سوف لن يتبعكم إلا من كتب الله عليه الضلال أو من انحرف عقلا وسمعا فكفى من الترهات في زمان اجتمعت فيه الأدلة على الإيمان والتصديق ويكفي أن أهلكم يعتنقون التوحيد جهارا نهارا وجماعات ووحدانا أفلا تبصرون. إن قراءة في التاريخ العام الإسلامي وغيره تنبئكم أنكم ضيعتم المعقل والأصل وقد أخبر القرآن الكريم بآيات دالة على بوار سعيكم أفلا تتذكرون. فكفى مما لا طائل تحته ولا حياة إلا حياة الآخرة ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها.اه لم تمر إلا بضع دقائق وجاءني الرد مباشرة وفحواه: هدا الإيميل هو تعبير عن اهتمامنا و تأكيد لك أننا توصلنا بطلبك الحصول على مساعدة شخصية لا تبعث بأي جواب على هدا الإميل سنبعث لك باجابة على سؤالك في خلال أيام معدودة و لك جزيل الشكر فأرسلت بعدها: هل يعقل ربط مباحث العقيدة والتعرف على الخالق ومعرفة الله سبحانه وتعالى بذريعة طلب الحصول على مساعدة شخصية فإن كنتم تدلون على الله كما تزعمون فأنى لكم أن تحققوا مساعدة لغيركم هذا دليل مادية دعوتكم وبوار سعيكم. وهذا ليس إلا محاولة للتملص من الحوار المجدي الذي أسسه التشريع الإسلامي على الإقناع والإدلاء بالحجة: " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، لا مجال لأن يكتسح جوهر الإيمان بمساعدات لا تقوى على انتشال صاحبها من ضيق ساعة فكيف بحاجة أبدية إلى خالقه ومولاه، ذاك سر الافتقار إلى الله، وسر التوحيد الخالص الذي غيبتموه من منهج دعوة المسيح عليه السلام، ذاك ما صرح به أنه رسول الله إليكم يُصدق ما جاء في التوراة ويبشر برسول اسمه أحمد. تصديق قائم على منهج رصين أخبر به القرآن الكريم: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" فجاء ردهم: أهلا و سهلا بك، نحن هنا لمساعدتك شكرا لكم على زيارة موقعنا على الانترنت.اسمي توم وانا متطوع بمركز المراسلة. احب مساعدتك، لكن أريد أن أتأكد انك أرسلت هدا الايميل وانك تود المراسلة. يرجى الرد على هذا الايميل لتأكيد رغبتك في المراسلة و سوف أرسل لك بعض المعلومات و أرد على أسئلتك توم متطوع بمركز المراسلة كتبت بعدها: لا أريد منكم مساعدة ولا جزاء ولا شكورا، لأنكم قد جعلتم أمر الوصول إلى الحقيقة في نظركم مؤسسا على المساعدات والهبات وما هذه معالم العقيدة الصحيحة. هذا الهاجس في التنصير يستدعي منا مقابلة في أساليب الدعوة إلى المسيحية في الوقت المعاصر، والذي أصبح من الأخطاء الشائعة عند كثير من أهل الفكر وغيرهم نعته بالتبشير، لأنه لا يعقل أن نسم ما شأنه إخرج الناس من النور إلى الظلمات إلا بالإغواء والإغراء، خصوصا وقد علمنا أن أهم وسيلة في ربط الاتصال وتوثيق منهج دعوتهم: أهلا و سهلا بك، نحن هنا لمساعدتك والمساعدة تقتضي الآن بإجماع الدراسات المتفقدة لأساليب ووسائل التنصير الإغراء المادي وبذل المال والمساعدات والقضاء على الفقر تحت وطأة تغيير الدين أو اعتناق المسيحية، فمتى كان الطريق إلى الله تعالى كما يزعمون محفوفا بالإغراء المادي وبذل المساعدات الشخصية، وجسّ نبض الحاجة في النفوس، مع أنه لو نظر الناس بميزان العقل لأدرك العامي فضلا عن العالم، أنه ما كان في منهج الأنبياء أبدا مذ آدم إلى نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، التشبت بهذا المسلك، بل بالعكس نُبذت المادة نبذ النواة وابتغى الدعاة إلى الله تعالى التنزّه عن سفاسف الحياة وزينة الشهوات وقضاء المصالح والحاجات، وهذا ما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) ما كان لهذه الدعوات حقيقة أن تصمد وإن كان من السنن وجودها، إذ في ذلك تحقيق لمبدأ التدافع الذي نص عليه كتاب الله تعالى، قال سبحانه: " ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا" والغاية من ذلك ليس إلا التمييز " ليميز الله الخبيث من الطيب"، والتّمحيص " ليُمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين" للتواصل مع الكاتب: هنا