بين الرضا بالقدر والدعاء برفع الضرر , وبين علاج كيماوي واشعاعي ,وغثيان و قيء ,وتساقط الشعر, وتغير لون البشرة, والتخلي عن الانشطة الاعتيادية اليومية ,و تدني مناعة الجسم ,يجد مرضى السرطان أنفسهم في مواجهة معاناة التماطل في العلاج ويحتارون الى من يشكون ؟ الى من يشتكون ؟ حصص علاج تؤجل بدعوى وجود فيروس في قسم العلاج وكأنّ المركّب بكامله لا يملك إلّا قسما واحدا للعلاج ! الى من يشتكون ؟ الدواء الّذي من المفروض أن يكون من حقّ كل مريض يطبّق عليه للمقرّبون أولى ! الى من يشتكون ؟ الممرض المسؤول عن حصص العلاج الكيماوي يعذّب المرضى بغرز الابر مرّات عديدة بين الذّراع والأرجل والبطن بحثا عن الوريد وسبحان الله لا يجد وريدا ظاهرا للحقن إلاّ اذا ارتشي ب 20 درهم ! الى من يشتكون ؟ طلاب دكاترة يتعاملون مع المرضى بمبدأ لا تضع نفسك ندّا لي وإلاّ دفعت الثّمن تأجيل لحصص العلاج ! الى من يشكون ؟ موعد الفحص بالاشعة والتحليلات الطّبية يتجاوز الشهرين اذا لم يتعداها الى السنة وكأنّ السرطان سيدخل في سبات شتوي او صيفيّ الى أن يحلّ الموعد, والكل يعلم أنّ السرطان يكتسح ويتطور في ايّام وماادراك بالاشهر! الى من يشتكون ؟ مسؤول أو مسؤولة الامن ( السيكوريتي ) بلهجتنا المغربية , الذي يعطي لنفسه الحق في إدخال المرضى حسب أولوية لا توجد إلاّ في مرجعيته ! الى من يشتكون ؟ الى من يشتكون ؟ الى من يشتكون ؟........... الى وزير الصحة , أم الى مدير المركب الاستشفائي, أم الى الجمعيات التّي لا يحق لك الانخراط فيها والاستفادة من خدماتها إلاّ إذا كانت لك معرفة وقرابة بأحد الموظفين فيها ! إلى من يشتكون ؟ لله سبحان وتعالى بمنطق الشكوى لغير الله مذلة نعم الشكوى لغير الله مذلة ولكنّ هذا لا يسقط الحق في المطالبة بضمير يجب ان يبعث من جديد في صدور مَن مِن المفروض أنّهم ملاك الرحمة, ربما بادخال مادة دراسية في كلية الطب ومدارس التمريض اسمها الانسانية . الشكوى لغير الله مذلة لا يسقط الحق في احداث مكتب المساعدة الاجتماعية والنفسية في كل قسم لعلاج مرضى السرطان حتى تكون قريبة من شكواهم . الشكوى لغير الله مذلة لا ينفي أن نتحسّر ونحن نسمع بأنّ مريضا عربيا مسلما يعامل في اسرائيل معاملة اليهودي معاملة لا تفرقة فيها ونحن في بلد واحد ودين واحد وشتّان في التعامل بين مريض ومريض الفرق بينهما قرابة ورشوة وخدوع لظروف فرضها ملائكة الرحمة ؟؟؟