على مدار أسبوع، نظم متطوعو الهلال الأحمر المغربي بطنجة عددا من الأنشطة التحسيسية والتثقيفية في مجال الوقاية من حوادث السير، وذلك تخليدا لليوم الوطني للسلامة الطرقية. فبعد الأنشطة التحسيسية التي احتضنتها دار الطالبة بتراب الجماعة القروية "الجوامعة" وإعدادية سيدي أحمد بنعجيبة بمنطقة "ملوسة"، كان المتطوعون على موعد مع تنظيم حملة تحسيسية ميدانية بالقصر الصغير وقصر المجاز يوم السبت 16 فبراير 2013. وقد خرجت هذه الحملة عن نطاقها التقليدي في معالجة إشكال حوادث السير، بعدما تضمن البرنامج مقاربة مجتمعية اعتمدت على إشراك كل مكونات المجتمع المحلي في استخراج الحلول الكفيلة بإنقاذ الأرواح ووضع حد لهذه الظاهرة التي أضحت تثقل كاهل المجتمع بما تخلفه من خسائر مادية وبشرية. وقد خلص البحث الميداني الذي أقيم بالمناسبة إلى الوقوف على النقاط السوداء المتواجدة بالمنطقة، والأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع حوادث السير من وجهة نظر الساكنة المحلية، وكذا اقتراح الأنشطة والبرامج التي تتلاءم مع التغيرات السوسيواجتماعية التي تشهدها منطقة القصر الصغير. وفي السياق ذاته، نظمت حملة تحسيسية بميناء طنجة المتوسط، وبالضبط بمحطة المسافرين والمساحات المجاورة لها، وكذا مدخل الميناء باعتباره نقطة مرور رئيسية مكنت من استهداف الجالية المغربية المقيمة بالخارج بعملية التحسيس بمخاطر الطرقات حفاظا على سلامتهم وذويهم. وبالموازاة مع الرسائل التحسيسية، تم إحداث فضاء خاص لتمكين المسافرين ومستخدمي الميناء وسائقي سيارات الأجرة من الاستفادة من مجموعة من التقنيات الإسعافية التي تساعدهم على ضمان التدخل السليم أمام المتضررين من حوادث السير. كما نظمت بموازاة ذلك ورشة لقياس الضغط سمحت بتمرير الرسائل المتعلقة بمخاطر انخفاظ أو ارتفاع الضغط الدموي، وفي نفس الوقت اعتبرت فرصة لفتح الحوار مع المستفيدين لتحسيسهم بمخاطر الطرقات. واختتاما لهذا البرنامج، شهد اليوم الأخير، الذي صادف يوم الإثنين 18 فبراير 2012 وهو اليوم الوطني للسلامة الطرقية، تنظيم يوم تحسيسي لفائدة تلاميذ المؤسسة التعليمية عبد الرحمن أنكاي، بشراكة مع الهلال الأحمر المغربي وجمعية مدربي ومهنيي تعليم السياقة بطنجة ونيابة التعليم وولاية الأمن بطنجة واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير. وقد عرف هذا النشاط تقديم عروض تحسيسية للتلاميذ، إضافة إلى تنظيم تمارين محاكاتية تهدف إلى استثمار المعلومات وتجريبها على أرض الواقع. وعلى هامش هذه الأنشطة، قام وفد من الهلال الأحمر المغربي باستقبال الفريق الإسعافي التابع للصليب الأحمر الفرنسي المرافق للقافلة الرياضية الإنسانية " 4L Trophy" في نسختها السادسة عشر. ويعنى هذا الفريق بتأمين السلامة الطرقية للمشاركين في القافلة. وقد حطت المجموعة الأولى رحالها بميناء طنجة المتوسط مساء يوم السبت 16 فبراير، فيما لحقت بها المجموعة الثانية صباح يوم الأحد 17 فبراير. وتتكون القافلة من 1445 سيارة على متنها 2890 شخص. وستمر هذه القافلة بعدد من الأقاليم المغربية نظير طنجة ومراكش وزاكورة والرشيدية وورزازات. وستقف عند عدد من المحطات لتوزيع المساعدات التي جلبت بغاية توزيعها على ساكنة المناطق الجبلية النائية.