واصلت جامعة المعتمد بن عبد الصيفية، أنشطة دورتها السابعة والعشرين المنظمة في إطار الموسم الثقافي الدولي لمدينة أصيلة، من خلال ثاني ندواتها المبرمجة لهذه السنة، وهي ندوة "مغرب التقاطعات"، التي ناقشت السياق العام لتطور الفنون المعاصرة في دول الاتحاد المغاربي. وفي هذا الصدد، قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة في مداخلة له بالمناسبة، إن مجال الفنون يبقى الوحيد غير قابل بالتقيد بأي حدود جغرافية، في الوقت الذي ما زالت حدود كثيرة لم يتم كسرها بين الشعوب. ودعا بن عيسى الذي سبق أن شغل منصب وزير للثقافة بالمغرب، إلى دعم مركز للفنون بأصيلة الذي لم يبرح مرحلة الحلم الذي بدأ منذ مرحلة شبابه ولم يتحقق حتى الآن، حسب ما جاء على لسانه، واعتبر المتحدث، أن مركز الفنون يظل أكثر أهمية من المتاحف التي شبهها ب"مقابر باردة لا تمكن من التواصل بين الفنانين"، حسب قوله. ومن جهته، أبرز الباحث المتخصص في تاريخ الفنون المعاصرة، إبراهيم العلوي، أن الفضل في حركية الفنون المعاصرة باتحاد المغرب العربي، يعود إلى أجيال الخمسينات، الذين حرصوا على استقدام هذا الصنف الفني مع بصمه ببصمات تراعي الهوية الثقافية لمجتمعات الاتحاد المغاربي. أما الباحث المتخصص في مجال الصورة، فريد الزاهي، فقد سلك مقاربة أخرى في مناقشة الموضوع، حيث اعتبر أن دور المثقف أضحى في تراجع مستمر أمام ما اعتبرها " فيضان الصورة الرقمية"، وهي مقاربة حاول فيها المتدخل طرح مكامن الخلل حول الأسباب التي أدت إلى تراجع دور المثقفين في الوقت المعاصر.