كانت طنجة في أواخر القرن التاسع عشر، مسرحا للعديد من الاحداث المثيرة للجدل. ومن بين هذه الاحداث، قصة الزواج التي جمعت بين شيخ الزاوية الوزانية مولاي عبد السلام شريف وزان وفتاة انجليزية تدعى إميلي كايين بمدينة طنجة. قصة الزواج هذه، يسلط عليها الكاتب المغربي خالد بكاوي الضوء في كتاب صدر باللغة الانجليزية بعنوان عريض ( The British Bride Of Tangier : The Extraordinary Love Story Of Emily Shareefa Of Wazzan ) أو ما يمكن أن يقابله باللغة العربية، " العروسة البريطانية لطنجة: قصة الحب العجيبة لإميلي شريفة وزان". في هذا الكتاب، يروي الكاتب قصة الحب التي جمعت بين الحاج مولاي عبد السلام شيخ الزاوية الوزانية وفتاة انجليزية، وهي قصة الحب التي تطورت وأدت في الاخير إلى زواج خلق جدلا كبيرا في المغرب سنة 1873. وتدور أحداث هذه القصة بشكل كبير في مدينة طنجة، حيث قررت إيملي كيين الاستقرار والعيش هناك. وكانت طنجة حينها العاصمة الديبلوماسية للمغرب حيث توجد القنصليات والمفوضيات الاجنبية. ويركز الكاتب على المشاكل الذي خلقها هذا الزواج بين شريف وزان ممثل زاوية لديها أتباع كثر في المغرب، وفتاة نصرانية ينظر إليها المجتمع نظرة رفض شديدة، حيث تسببت هذه المشاكل في حدوث خلافات بين شيخ الزاوية الوزانية والسلطان المغربي مولاي عبد الرحمن الذي كان رافضا لهذا الزواج. وقد برزت هذا المشاكل بشكل أكبر في أيام المولى الحسن الأول، حيث ساءت العلاقة بين الحاج مولاي عبد السلام والسلطان، خاصة بعد دخول شريف وزان في الحماية الفرنسية. وعلى العموم فإن هذا الزواج هز صورة شيخ الزاوية بشكل كبير. ورغم كل تلك المشاكل فإن الكاتب يُبرز قصة الحب التي جمعت بين الاثنين، وكيف واجه الحاج مولاي عبد السلام كل العراقيل التي اعترضته، وحافظ على زواجه بالانجليزية إيميلي كيين، وهو الزواج الذي أثمر ولدين هما مولاي احمد ومولاي علي. وعمرت إيميلي كيين طويلا بعد وفاة شريف وزان، ورحلت سنة 1944 ودفنت بطنجة، وأصدرت سنة 1912 كتابا بعنوان "قصة حياتي" ذكرت فيه كل تفاصيل حياتها، انطلاقا من يوم لقائها بمولاي عبد السلام إلى زواجه وانجابها منها، والاسفار الكثيرة التي رافقته فيها. وخالد بكاوي صاحب الكتاب أعلاه، هو كاتب مغربي واستاذ الدراسات الانجليزية بكلية الاداب لجامعة محمد بن عبد الله بفاس، وقد صدر مؤلفه هذا سنة 2011. وكان قبل ها قد أصدر 4 كتب أخرى كلها باللغة الانجليزية.