وجد سائقو سيارات الأجرة بالمغرب أنفسهم في مرمى انتقادات حادة، وواجهة اتهامات بالتحايل واستغلال السياح، ومحط شكوك بشأن مصداقية الخدمة التي يقدمونها، وذلك بعد تحذير صريح أطلقته صانعة محتوى إسبانية شهيرة على تيك توك، إثر تجربتها الأخيرة في مدن مغربية شهيرة. لم تتردد المسافرة التي تعرف بهوية @Prepare2Fly، والمتخصصة في تقديم نصائح السفر، في وصف التنقل بسيارة الأجرة في المغرب بأنه "تجربة مزعجة ومربكة في كثير من الأحيان"، مشيرة إلى أن عددا من السائقين يرفضون تشغيل العداد، ويفرضون تسعيرات عشوائية تتفاوت بشكل لافت، بمجرد أن يلتقطوا لكنة السائح الأجنبية. "التفاوض على السعر قبل الصعود أصبح ضرورة ملحة، وإلا فالسائح سيكون ضحية لأسعار مرتفعة لا مبرر لها"، تقول المسافرة في مقطع لاقى تفاعلا كبيرا بين متابعيها في سبتة ومليلية، وأيضا بين الإسبان الذين سبق لهم زيارة المغرب. ولكن لم يكن هذا التحذير هو الوحيد. ففي سلسلة من التوصيات العملية الدقيقة، قدمت صانعة المحتوى نصائح ضرورية لتفادي ما وصفته ب"المشاكل الصغيرة التي قد تفسد تجربة السفر الكبيرة". وجاء التعامل المالي في مقدمة هذه النصائح، حيث أكدت على ضرورة حمل النقود نقدا، نظرا لاعتماد المغاربة بشكل كبير على المدفوعات النقدية، مشيرة إلى أن "البطاقات البنكية لا تعد خيارا مثاليا إلا في حالات الطوارئ". وفي السياق نفسه، نصحت السياح القادمين من أوروبا بشراء شريحة هاتف مغربية فور وصولهم، لضمان الاتصال المستمر بعيدًا عن مشاكل الشبكة في "الواي فاي" الفندقية، مشيرة إلى أن شركة "اتصالات المغرب" تمثل الخيار الأفضل. لكن التحذيرات لم تتوقف عند النقل أو الاتصال. فقد ركزت أيضا على تأثير السياق الديني والاجتماعي على الحياة اليومية، وحثت السياح على مراعاة التغيرات التي قد تحدث في المدينة خلال يوم الجمعة أو شهر رمضان. حيث تغلق العديد من المحلات التجارية وتتحول مواعيد الخدمات إلى نظام أقل سرعة، مما يقلل من النشاط اليومي في بعض الأحياء. أما بشأن الإقامة، فقد أكدت على أن الفنادق الصغيرة "البنسيونات"، التي تعد بيوتًا تقليدية ذات طابع مغربي أصيل، تقدم تجربة فريدة للسائح، ولكنها تتطلب درجة من الاستعداد للتكيف مع نمط الحياة المحلي، خصوصًا داخل الأزقة القديمة للمدن. ومن بين أبرز التوصيات التي أثارت اهتمام المتابعين، شددت على ضرورة طباعة بطاقة الصعود للطائرة قبل مغادرة المغرب، خاصةً بالنسبة للمسافرين على متن شركات الطيران مثل Ryanair، التي تشترط الحصول على وثائق ورقية، وهو ما قد يفاجئ العديد من السياح الذين لم يتوقعوا هذه الإجراء.