تشهد عدة مدن جزائرية، من بينها ولاية تيارت وأم البواقي، موجة غضب متصاعدة بسبب أزمة مياه حادة، وسط مخاوف من امتداد الاحتجاجات إلى ولايات أخرى. تأتي هذه الأزمة في وقت تستعد فيه جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم منذ الاستقلال، لترشيح الرئيس عبد المجيد تبون لولاية رئاسية ثانية بدعم من الجيش. ويتهم الأهالي السلطات بتجاهل معاناتهم خلال موجة الحر الشديدة، واللجوء إلى حلول مؤقتة بدلاً من معالجة الأزمة من جذورها. وتحاول الحكومة منذ أيام احتواء الاحتجاجات من خلال توجيه صهاريج مياه إلى المدن المتضررة من نقص المياه الناتج عن الجفاف والإهمال. ورغم الثروة النفطية والغازية الكبيرة التي تمتلكها الجزائر واحتياطياتها الضخمة من النقد الأجنبي، لم تستثمر الحكومة بشكل كافٍ في مشاريع مستدامة مثل حفر الآبار وإنشاء محطات تحلية المياه. وانتشرت هاشتاغات مثل #ثورة_العطش و #الجزائر_المنكوبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع اندلاع احتجاجات في عدة مناطق خلال أول وثاني أيام عيد الأضحى بسبب استمرار انقطاع مياه الشرب رغم وعود الحكومة بحل الأزمة قبل العيد. وأفادت تقارير عن تجدّد الاحتجاجات وغلق الطرق في تيارت خلال يومي العيد، حيث يزداد استخدام الماء بعد ذبح الأضاحي. وتستمر الاحتجاجات في العديد من المناطق في ظل غياب حلول جذرية للأزمة، مما يزيد الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالب المواطنين.