في تدوينة سابقة له، على سبيل التأمل في العلاقة بين قرار بئر الارتواء لجمهور المحبين ومهارة الغطس عند فريق اتحاد طنجة، قال الزميل رشيد حذيفي فيما علق بالذهن: "عند الرجاء يبان الفوران..." ولا شك أن مياه فارس البوغاز فائرة، ولكنها في كأس صغيرة الحجم، تسع لقرص مهدئ فحسب.. صحيح أن سوق بيع الوهم لعامة الناس رائجة ونشيطة بشكل مدوخ، لكن بالنسبة لذوي النهى الأمر مختلف.. مختلف فيه وعليه وحوله. وهذا هو المفروض. لا يكفي أن تغدق على المدرب بمال قارون، وأن تجلب جحافل من اللاعبين (وبقايا لاعبين)، وأن تحشد للوك الكلام الفضفاض وغزل الماء المتبخر ورسم الخرائط الوهمية في الهواء، وأن تحمل الأماني ما لا تحتمل، ثم تخرج لسانك للنار وتطلب البطولة أو الكأس.. الكأس، كما هو محقق، فاضت واندلق محتواها المغشوش، وبدا العور حتى للأعور (اللهم لا شماتة، لا بالنسبة لفريقنا ولا بالنسبة لأي أعور ). وكل ما انقال في جميع السياقات ساقنا جميعاً إلى تجرع الخيبة، مع أن نتائج فريقنا في مثل هذه الاستحقاقات لم تكن دائماً تسر الناظرين ولا تفرح المولعين، ولكنها كانت مقبولة باعتبار أن التحليل العلمي كان يعتمد واقع الحال، والحال أننا "ما عندناش ما قدرناش" ... والبطولة، بطولها وعرضها، ليست لعبة تباع في متجر مفتوح لمن له "جوج فرانك".. وإن المضي قدماً، في دربها، يتطلب شروطاً، ليست هذه السطور المتعجلة كافية للخوض فيها، مع أننا خائضين في حروب باردة، بخراطيم مياه صديقة... وقولوا لي: "الأجواء داخل الفريقعلى أحسن خال". هذه لغة الماء: كلام الليل تبخره شمس الصباح، والريال طاح، وهنا نلعب عليه، اقفز أنت، أقفز أنا، والكرة ملعوبة، ملعوبة خارج الميدان، والجمهور يفكر في "التصرفيق" بدل التصفيق، وكل خاسر، وكل لديه ما يخسره. رغم أن كل المطالب مشروعة، وكل الأحلام بالمجان، والمتمنيات بدون عدادات، فإن الضغط على الفريق ومطالبته بالفوز بالبطولة أو الكأس، في ضربة مباغثة، كل هذا لا يستقيم مع العقل والمنطق وعلم الحساب.. من جهتي، أفضل التفكير في بناء فريق من أساسه إلى رأسه، فريق بملامح وهوية ومرجعية، فريق يتغذى عناصره من رصيده الخاص في التربية والتنشئة الرياضية وصقل المهارات والتعبئة الجماعية التي تتيح لجميع المكونات المساهمة... ولن أبقى غافلاً عن مبيدات الطفيليات، ولو كانت قليلة فإن لأضرارها وقع وواقع... والله أعلم. - نلتقي !