شهد مركز استقبال الأفارقة جنوب الصحراء بمدينة العرائش، تنظيم يوم دراسي حول التعاون بين الضفتين في مجال الهجرة. اللقاء الذي أشرفت عليه جمعية قوارب الحياة للثقافة والتنمية بشمال المغرب، بتنسيق مع جمعية حقوق الإنسان بإقليم الأندلس الإسباني، تمحور حول أهمية معالجة قضايا الهجرة، بعيدا عن الأفكار النمطية و"الكليشيهات" المتداولة. وإعتبرت عيساتو باري رئيسة جمعية "الجسور المتضامنة "، أن وضع المهاجرين في المغرب عرف تحسنا ملموسا بالمقارنة مع السابق، وأثنت "عيساتو"، التي تعود أصولها إلى غينيا كوناكري ،وعانت بدورها من الجوع والخوف لمدة خمس سنوات في غابة "غوروغو" مع 5 من أبنائها، أثنت على الخدمات التي تقدمها جمعيات المجتمع المدني للمهاجرين الأفارقة. وأضافت أن هاته الجمعيات، ساهمت بشكل كبير في إندماج المهاجرين داخل المجتمع المغربي. وأشارت إلى أن الهجرة إلى المغرب لا تشكل تهديدا للبلاد، بل تعتبرها فرصة للتواصل بين مختلف الشعوب. تقول نفس المتحدثة. من جانبه قال أمين السويسي منسق قضايا الهجرة في جمعية حقوق الإنسان بإقليم الأندلسAPDHA ، إن التحسن الملحوظ الذي طرأ على قضايا الهجرة، هو نتاج العديد من الندوات والمظاهرات الإحتجاجية والورشات التي كانت تسعى إلى إعتبار الهجرة بين الضفتين حقا من حقوق الإنسان . وأضاف السويسي أن جمعيته لا تزال تطالب أن يكون قانون الأجانب في إسبانيا، الذي تغير، وأضيفت عليه تعديلات ثلاث مرات،أن يكون أكثر إنسانية وأقل عنصرية، منوها إلى اان الأندلس عكس بعض المناطق في المغرب لا يعرف تمركزا للمهاجرين وهو ما يساعد على توزيع المهاج وتقاسم الجهود. وأشار ذات المتحدث، أن إسبانيا كانت تتعامل مع الهجرة بمزاجية كبيرة، مستغربا كيف أن الحزب الشعبي اليميني المعادي للأجانب، كان إبتداء من سنة 1992، السبب وراء موجة التسوية الكبيرة للوضعية القانونية لآلاف الأجانب بين مغاربة، والذين كانوا مقيمين بطريقة غير شرعية في إسبانيا.بعد إن إحتاجت مدريد لليد العاملة . أما "كريستينا سيرفاين" عن المنظمة الإسبانية لحقوق الإنسان بالأندلس، فقالت أن تبادل التجارب بين إسبانيا والمغرب، ونقل الخبرات بين الضفتين، وتقعيد الشراكة بين مختلف جمعيات المجتمع المدني العاملة في الميدان، سيساهم لا محالة في فهم وتحسين قضايا الهجرة. وأضافت " سيرفاين" أن المعركة لا تزال مستمرة للحفاظ على العلاقات الإنسانية بين مختلف الشعوب .